الحي القيوم : ومن صفاته تعالى الحي القيوم ، والحي من الحياة ، أي أنه الدائم الذي لا يفنى ، حي لا يموت ، والتحية مأخوذ من الحياة ، وفي التشهد : التحيات لله ، أي الحياة لله ، وتقديرها من الفعل تفعلة ، فيعني أن البقاء له والدوام 0 والقيوم القائم ، وهو الدائم الذي لا يزول ، وقال ابن عباس : معنى الحي قبل كل حي، والحي بعد كل حي، الذي لا يفنيه الدهر ، ولا يغيره انقلاب الأمور ، والقيوم القائم على العباد بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم ، تبارك الله الحي القيوم 0 الغفور : ومن صفاته الغفور ، يقال غفور وغفار وغافر ، ثلاث لغات ، وهي من المغفرة ، والمغفرة الستر ، كأنه يستر ذنوب العباد إذا رضي عنهم ، فلا يكشفها للخلائق ، ويقال : غفر غفرا ، ومنه قيل : اللهم غفرا ، ويقال : لجنة الرأس مغفر لأنه يغطي الرأس ويستره ، فالغفور على وزن فعول ، يعني أن من شأنه أن يغفر الذنوب ، كما يقال فلان صدوق أي من شأنه الصدق ، والغفار هو الذي يغفر ذنبا بعد ذنب ، كأنه يغفر ذنوبا كثيرة ، مرة بعد مرة ، وهو على وزن فعال ، كما يقال : رجل قتال ، والتشديد يدل على التكرير ، وأما الغافر فإنه بالإضافة / يقال: 21أ غافر الذنب ، قال الله تعالى : [ غافر الذنب وقابل التوب ] (¬1) وهو على وزن فاعل كما تقول : قاتل الرجل ، والتخفيف يدل على التقليل ، وقال بعض أهل العلم : قيل له غفار لأنه خلق المغفرة لرحمته لخلقه ، ولم ير أحدا أقدر على المجازاة بالذنب منه ، فغفر الذنب ، فلذلك قيل له غفار 0
مالك وملك ومليك : ومن صفاته تعالى الملك والمالك والمليك ، وقد جاء بها القرآن وهي مشتقة كلها من الملك والملك ، ويقال له مالك كل شيء ، ولا يقال ملك كل شيء ، إنما يقال : ملك الناس ، فمالك أوسع وأجمع، فالله تعالى الملك الحق، الذي لا يموت ، ولا يسلب ملكه، له الملك الدائم ، لم يزل ، ولا يزال ، وكل ملك سواه فهو جعله ملكا بعد أن لم يكن ، وهو يسلبه ملكه بموت أو غيره ، قال الله تعالى : [ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ] (¬2) الآية ، وقال أبو عبيد (¬3) :
صفحة ٦٢