213

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

تصانيف

وقولهم : قصيرة من طويلة (¬6) ، قال ابن الأعرابي ، يعني بذلك تمرة من نخلة ، والقصيرة التمرة ، والطويلة النخلة 0 وقولهم : عنقاء مغرب (¬1) : قال ابن الكلبي : كان لأهل الرس نبي ، يقال له حنظلة بن صفوان ، وكان بأرضهم جبل مصعدة في السماء ميل ، فكانت تأتيه طائرة كأعظم ما يكون ، لها عنق طويلة من أحسن الطير، فيها من كل لون ، وكانت تقع منتصبة ، فكانت تكون على ذلك الجبل ، تنقض على الطير ، تأكلها ، فجاعت ذات يوم ، وأعوزها الطير ، فانقضت على جارية حين ترعرعت ، فأخذتها ، فضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى جناحيها الكبيرين ، وطارت بها ، فشكوا ذلك إلى نبيهم فقال : اللهم خذها ، واقطع نسلها ، وسلط عليها آفة / فأصابتها 152أ صاعقة ، فاحترقت ، وسموها مغرب بأنها كانت تغرب بكل ما أخذته 0

وقولهم : قمقم الله عصبه (¬2) ، قال ابن الأعرابي أو غيره : معناه قبضه الله ، وجمع بعضه إلى بعض 0

وقولهم :يسبع فلانا (¬3) ، أي يرميه بالقول الرديء ، مأخوذ من قولهم : شنعت الذئب وغيره ، إذا رميته بسهمك 0

وقولهم ظلوم غشوم (¬4) ، فالظلوم الذي يأخذ ما ليس له ، وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه ، والغشوم الذي يخبط الناس ، ويأخذ كل شيء ، قال الفراء : وهو مأخوذ من غشم الحاطب ، وهو أن يحتطب بالليل ، فيقتطع كل ما قدر عليه من الشجر بغير روية 0

وقولهم : ظلف النفس (¬5) ، أي يمتنع من أن يأتي عيبا يتدنس به ، ويبقى أثره عليه 0

وقولهم : هو ضجر (¬6) ، قال الأصمعي وغيره : الضجر ضيق النفس ، وهو مأخوذ من قولهم : مكان ضجر ، إذا كان ضيقا 0

صفحة ٣٠١