كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
تصانيف
آذنتنا ببينها أسماء رب ثاو يمل منه الثواء (¬4) / وقال أبو عبيدة (¬1) في قوله : [وأذان من الله] (¬2) مجازه : وعلم من الله 95 ب ورسوله ، أي كونوا على إذن أي علم منهما ، ولهذا سمي الأذان ، وهو الإعلام بالصلاة ، ويقال : استأذنته : استعلمته ، وهو مأخوذ من الأذن ، كأنه قال قولا فسمعه بأذنه ، فالمؤذن ينادي بنداء ، فيقع في آذان الناس ، يعلمهم به ، أي وقت الصلاة قد حان ، وأن الصلاة قد حضرت ، والإقامة هو الأذان الثاني ، إلا أنه سمي بذلك ؛ لأنه في الأذان الأول يعلمهم بالصلاة ، وفي الأذان الثاني ينهضهم ، ويقيمهم للاصطفاف للصلاة ، بقول قد قامت الصلاة ، كأن هذا الفعل من المؤذن يقيمهم إقامة ، فهو مصدر أقامة يقيمه إقامة ، كما أن الأذان مصدرأذن يؤذن أذانا ، وفي الأذان حي على الصلاة ، حي هو حث وتحريض ، يقال : حي إلى كذا وكذا أي أعجل ، وحي هلا أي أسرع وأعجل ، قال لبيد : " من الرمل "
يتمارى في الذي قلت له ولقد يسمع قولي حي هل (¬3)
معناه : حي هلا ، أي أعجل وأسرع ، وقول : حي على الفلاح ، الفلاح البقاء
/ أي أعجلوا إلى الفلاح ، يعني المصلين ، أي يدخلون الجنة ، فيبقون فيها 96 أمخلدين ، قال الله : [قد أفلح المؤمنون] (¬4) يعني أنهم يصيرون إلى دار البقاء خالدين ، والفلاح البقاء ، قال الشاعر (¬5) : " من الطويل "
وإن امرأ يرجو الفلاح وقد رأى هدى الحي قد ماتوا وفاتوا لعاجز
ويقال أيضا : الفلاح الرشد والخير ، ومنه قيل لمن طلب الخسارة : لا يفلح ، أي لا يطلب الرشد ، قال لبيد : " من الرمل "
صفحة ٢٠٦