أرفعه وشرفًا فِي دُنْيَاهُ فَإِن رأى أَن نسرًا احتمله وطار بِهِ عرضا حَتَّى بلغ السما أَو دونهَا فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا فِي سُلْطَان وَملك ويعلو أمره وَيفْسد فِي دُنْيَاهُ كقصة النمرود فَإِن رأى أَنه سقط من السما فِي تِلْكَ الْحَال أَو هوى بِهِ النسْر إِلَى الأَرْض فَإِنَّهُ يَزُول عَن سُلْطَانه وَلَا يتم لَهُ أمره فَإِن صعد بِهِ إِلَى السما حَتَّى غَابَ فِيهَا، فَإِنَّهُ يَمُوت فِي سَفَره ذَلِك إِلَّا أَن يرى أَنه قد انْصَرف، فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يشرف على الْمَوْت ثمَّ ينجو مِنْهُ الْعقَاب سُلْطَان قوي مهاب صَاحب حَرْب وبأس وَهُوَ فِي طعمته ظلوم يخافه الْقَرِيب والبعيد فَمن رأى أَن عقَابا ضربه بمخلابه فَإِنَّهُ تناله شدَّة ومضره ذَلِك السُّلْطَان يقدر مَا ناله من مخالبيه، أما فِي نَفسه أَو مَاله ومقالكم الْعقَاب ومنازعته مَعَ رجل كَمَا وصفت الزخم ونال سُلْطَان صَاحب سفرة من رأى أَنه أصَاب رخمه فِي نوم النَّهَار أَو عالجها فَإِنَّهُ يمرض مَرضا طَويلا البوم إِنْسَان لص مريب مكار شَدِيد الشوكه وحيد لَيْسَ لَهُ جتد وَلَا نَاصِر، وَلَا نفع وطعمته ومعيشته من غير حَلَال وعمره طَوِيل الخد أه ملك جَاهِل الذّكر
1 / 140