مقصر عن كل غرض ومنحط عن كل شرف" (^١).
وقال أبو سهل الهروي: "كان جمهور الناس الذين يؤدبون أولادهم ومن يعنون بأمرهم يحفظونهم كتاب الفصيح … قبل غيره من كتب اللغة" (^٢).
وقال أبو العباس التدميري: "بيد أن بحار اللغة - لعمر الله - قد أصبحت بعيدة الغور عميقة القعر، ولكن كتاب الفصيح على اختصار علمه واستصغار جرمه وحجمه قد أمسى مدخلا إلى لججها، ومركبا إلى معظمها وثبجها (^٣)، مع أن ذكره قد أغار عند الأدباء وانجد، بعدما صوب في طريق الاستعمال وصعد، حتى صار مفتاحا لباب الأدب، ومبدأ التحفظ كلام العرب" (^٤).
وقال ابن هشام اللخمي: "كتاب الفصيح - أعزك الله - وإن صغر جرمه وقل حجمه ففائدته كبيرة عظيمة، ومنفعته عند أهل العلم خطيرة جسيمة، ومما يقوي الرغبة في مطالعته ويحث على لزوم قراءته ودراسته ما يروي عن أبي الحسن علي بن سليمان بن الفضل الأخفش ﵀ أنه قال أقمت أربعين سنة أغلط العلماء من كتاب الفصيح … وقال بعض الشعراء ينبه في شعره على جلالة قدره وعظم خطره:
_________
(^١) تصحيح الفصيح ١٠٣.
(^٢) التلويح ١.
(^٣) الثّبج: علو وسط البحر إذا تلاقت أمواجه. اللسان (ثبج) ٢/ ٢٢٠.
(^٤) شرح غريب الفصيح (٢/ب).
1 / 21