وعن عطاء كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق . وهذا بين في القرآن لمن تأمله فإن الله سبحانه سمى الحاكم بغير ما أنزل الله كافرا وسمى الجاحد لما أنزل الله على رسوله كافرا وسمى الكافر ظالما في قوله { والكافرون هم الظالمون } "البقرة: من الآية254" وسمى من يتعدى حدوده في النكاح والطلاق والرجعة والخلع ظالما وقال { ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه } "الطلاق: من الآية1" وقال يونس عليه السلام { إني كنت من الظالمين } "الأنبياء: من الآية87" وقال آدم { ربنا ظلمنا أنفسنا } "الأعراف: من الآية23" وقال موسى { رب إني ظلمت } "القصص: من الآية16" وليس هذا الظلم مثل ذلك الظلم وسمى الكافر فاسقا في قوله { وما يضل به إلا الفاسقين } "البقرة: من الآية26"وقوله { ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون } "البقرة:99" وسمى العاصي فاسقا في قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } "الحجرات: من الآية6" وقال في الذين يرمون المحصنات { وأولئك هم الفاسقون } "النور: من الآية4" وقال { فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج } "البقرة: من الآية197" وليس الفسوق كالفسوق .
وكذلك الشرك شركان شرك ينقل عن الملة وهو الشرك الأكبر وشرك لا ينقل عن الملة وهو الأصغر كشرك الرياء وقال تعالى في الشرك الأكبر { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار } "المائدة: من الآية72"
صفحة ٥