إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك

البرهان ابن قيم الجوزية (المتوفى: 767 ه) ت. 767 هجري
41

إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك

محقق

د. محمد بن عوض بن محمد السهلي

الناشر

أضواء السلف

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٧٣ هـ - ١٩٥٤ م.

مكان النشر

الرياض

تصانيف

فـ "خائفًا" حال من "ابني" و"منجديه" حال من " أخويه" والعامل فيهما "لقي"، فعند ظهور المعنى ترد كل حال إلى ما تليق به، وعند عدم ظهوره يجعل أول الحالين لثاني الاسمين، وثانيهما لأول الاسمين، ففي قولك: "لقيت زيدًا مصعدًا منحدرًا" يكون "مصعدًا" حال من "زيد" و"منحدرًا" حال من التاء".أ. هـ. -وقال ابن القيم في شرح البيت: قد تقرر أن الحال من صاحبها. بمنزلة الخبر من المبتدأ، وبمنزلة الصفة من الموصوف، فلذلك تجيء متعددة مع كونها لواحد، إما بعطف نحو: ﴿أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا﴾ [أل عمران:٣٩]. وإما دونه نحو: عُهدتَ مغيثًا من أجرته ... ... ... ... ... ثم هذا التعدد يكون جائزًا -كما مثل- ويكون واجبًا، وذلك في ثلاث مسائل: الأولى: أن يدل مجموعها على معنى واحد، نحو: "أكلت الرمان حلوًا حامضًا". الثانية: أن تقع بعد "إما" نحو: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ [الانسان:٣]. الثالثة: أن تقع بعد "لا" نحو: ﴿فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾ [طه:٧٤]. أما تعددها مع كون صاحبها متعددًا فلا خلاف في جوازه، وهو منقسم إلى ثلاثة أقسام:

1 / 51