إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد

ابن الأكفاني ت. 749 هجري
175

إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد

التذكرة لابن مسكويه (1) . ورتبة الحكيم للمجريطى (2) .، وشروح الفصول لعون بن المنذر (12.

ومن الحكماء من سلك إلى هذا المطلوب طريقا آخر بأن قصد إلى محاكاة فعل الطبيعة فى المادة الأصلية فاحتال على معرفة ما فى الذهب من زثبق ، وما فيه من كبريت لأنهما آصل الفلزات جميعها . والجمع بين الزثبق وبين الكبريت ظاهر على هذه النسبة، وحصته بنار محفوظة الحرارة ، لكنها أشد من حرارة المعدن طلبا لقرب المدة كما يفغر الطين بالنار فيشابه الحجر الدى عقدته الطبيعة فى آلوف ستين ، وهذا التصرف وإن كان صحيحا فى النظر إلا أنه عسر شاق فى العمل . ومن الحكماء من سلك طريقا ثالثا لتحصيل المطلوب بأن عرف نسب القلزات بعضها إلى بعض فى الحجم والوزن وألف من جملة منها جسمأ يساوى وزن المطلوب وحجه ، ويعرف هذا التحيل بالموازين ، فهذا ما وقفنا عليه من آراء الحكماء فى هذا العلم .

وأما الجهال الذين يتصدون التجرية ابتلاء بغير قياس، يطليون نتيجة مع جهلهم بمقدماتها فيحصلون على مقدمات بغير تائج : فانهم تصرفوا فى الفلزات بالتكليس والحل والعقد ، واستعاذوا على تكليس الطاهرين بالزئبق والكبريت والزاج ، وما عداه كلسوه بالتصدية ، وراموا بمحلولها عقد الزئبق ثابتا طاهرا . وبمعقودها صبغأ ثابتا فلم يظنروا به ، فجنهوا إلى تطهير الكبريت ، وعقدوا الزيبق به فكلسه ، وراموا منه سبغا قلم يحصل ، فوقنوا عند تبييض النحاس بالزئبق والزرنيغ المصعدين وقنعوا بصبغ التوتيا للنحاس شبها. ومنهم من صرف فكره عن تدبير المعدنيات، وقصد الحيواتات كما لشعر والبيض والمرار وتحوها ، واستخرجوا منها مياها غسالة ، وأدهانا لطيفة واكلاسأ طاهرة ، وانقطعوا هناك قهم من الأخسرين أعمالا (الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسيون أنهم يحستون صنعا (4) ولفظ كيميا عبرانى معرب أصله كيم يه ومعناه أنه من الله .

(1) ابن مسكوه هو : الشيخ الإمام الحكيم أحمد ين محمد بن يعقوب ين مسكويه (421ها

(2) هو المجرعلى السابق ذكره.

(3) ني مفتاح السعادة شرح النصول لمون بن المثذر ، ج1 ، ص 346.

(4) سورة الكهف: الآية .1

صفحة ١٨٦