الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي
هذا مع أنه ينضاف إلى دفعها لهذه الأدواء العظيمة منفعة ثابتة، وفضيلة أخرى وهي أنها جالبة للمنافع الأخروية، التي لا أعلى منها ولا أفضل ولا أكمل، ومدرة للمنافع الدنياوية ومانعة من المعاجلة بالنقمة، وهذا نهاية الفضل ؛ لأنها جمعت بين المنفعتين، ودفعت عن صاحبها المضرتين قال الله تعالى: {استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}(1) وقال الله تعالى: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}(2).
هذا مع أنه ينضاف إلى ذلك فضيلة ثالثة ومنفعة أخرى، وهو أنها موافقة لمحبة الله تعالى ومطابقة لإرادته، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لله أفرح بتوبة أحدكم منه بضالته) يعني أنه يحبها ويريدها.
وفضائلها كثيرة ومنافعها عظيمة.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إذا تاب العبد إلى الله تعالى أنسى الله الحفظة ما علموا من مساوئه، وأمر الجوارح أن يكتموا ما علموا من مساوئه، وقال للأرض اكتمي ما علمت منه)
صفحة ٣٢١