الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل قال فيه: (ثم توقف الخلائق إلى الصراط، فيوقفون عند الصراط، وقد ضربت الجسور على جهنم، أدق من الشعر، وأحد من السيف، وقد غابت الجسور في جهنم بمقدار أربعين ألف عام، ولهيب جنهم بجوانبها يلتهب، وعليه حسك وكلاليب وخطاطيف، وهي سبعة جسور)(1) والخبر طويل.
الحالة السابعة عشرة (الحوض)
قال الله تعالى:{ إنا أعطيناك الكوثر}.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (حوضي كما بين أيله إلى مكة، له ميزابان من الجنة، كؤوسه كعدد نجوم السماء، شرابه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب رائحة من المسك، من كذب به اليوم لم يصبه في الشرب يومئذ، سيأتيه قوم ذابلة شفاههم فلا يطعمون منه قطرة)(2).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (بين جانبي حوضي كما بين المدينة وصنعاء)(3).والأخبار فيه كثيرة.
الحالة الثامنة عشرة (الشفاعة)
اعلم أن الشفاعة معلومة من دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرورة، وقد حمل عليه قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}(4).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (أنا أول شفيع في الجنة، لم يصدق نبيء من الأنبياء ما صدقت، وإن من الأنبياء نبي ما صدق من أمته إلا رجل واحد)(5) ؟
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (لكل نبي دعوة يدعو بها، وأريد أن أختبي ء دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة)(6).
فأما من تكون له الشفاعة، فإنها لا تكون إلا لمن استوت حسناته وسيئاته، فيبقى غير مستحق للثواب، فيشفع له ليدخل الجنة، وكذلك يشفع للمؤمن ؛ ليزيده الله درجات أعلى من درجاته، ويرقيه منزلة لم يكن ليبلغها إلا بشفاعته.
فأما العاصي فلا شفاعة له قال تعالى:{ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع}(7) وقال: {وما للظالمين من أنصار}(8) وقال: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى}(9).
صفحة ٢٨٤