وبيان هذه المعرفة: أنه تعالى لو كان جسما أو جوهرا ؛ لما خلا عن الكون في المكان، ولو كان عرضا لجاز عليه العدم والبطلان، ولو كان كذلك لكان محدثا؛ لأن القديم لا يجوز عليه التغير والبطلان، ولو كان كذلك لكان محدثا؛ لأن القديم لا يجوز عليه التغير والبطلان، وعلى هذا قال تعالى:{ليس كمثله شي ء}.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (يوشك الشرك أن ينتقل من ربع إلى ربع، ومن قبيلة إلى قبيلة، قيل: يا رسول الله وما ذاك الشرك ؟ قال:(قوم يأتون بعدكم يحدون الله بالصفة)(1).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(إن قوما من الأمم الخالية أتوا نبيا من الأنبياء ليعنتوه فسألوه عن ربه ما هو ؟ أي شي ء هو ؟ أنور هو أم جوهر ؟ أم ذهب ؟ أم فضة ؟ فسكت. فأرسل الله صاعقة من السماء فأهلكتهم).
وذلك قوله تعالى:{ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}(2).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:(ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء عند الدعاء لينتهن أو ليخطفن أبصارهم)(3).
وقال رجل لعلي عليه السلام: (أين كان ربنا قبل خلق السموات والأرض ؟ فقال:(أين سؤال عن المكان، كان الله ولا مكان).
وسمع علي عليه السلام رجلا يقول:(والذي احتجب بسبع سموات) فعلاه بالدرة وقال:(ويحك إن الله لا يحتجب بشي ء) فقال الرجل:(أكفر عن يميني ؟) قال:(لا؛ لأنك حلفت بغير الله).
صفحة ٢١٧