الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

Cabd Allah Ibn Zayd Canasi ت. 667 هجري
121

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

تصانيف

التصوف

فلا وأبيك ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء ويحكي أن جارية للصادق عليه السلام جاء ت بقصعة مملؤة مرقة لعشائه، وكان عنده ضيف فعثرت بها فأهوت بها على رأسه، فقال: يا جارية أحرقتني. فقالت: يا معلم الخير ومؤدب الناس، وابن رسول الله ارجع إلى ما قال الله. قال: وما قال الله ؟ قالت: قال: {والكاظمين الغيظ}(1) قال: قد كظمت غيظي. قالت: {والعافين عن الناس} قال: قد عفوت عنك. قالت: {والله يحب المحسنين} قال: أنت حرة لوجه الله(2).

السادس منها: التواضع

اعلم أن التواضع أرفع شئ للرفيع، والتكبر أو ضع شئ للوضيع، والتواضع رافع للعداوة، وجالب للمودة، وهو عظيم القدر عند الله.

(أوحى الله تعالى أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد)(3) بهذا أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إن يد الله مبسوطة على خلقه، فمن رفع نفسه وضعه الله، ومن وضع نفسه رفعه الله، ولا يمشى امرؤ على الأرض شبرا يبغي سلطان الله كبرا إلا أكبه الله)(4).

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من لبس الصوف، وانتعل المخصوف، وركب حماره، وجلب شاته، وأكل مع عياله، فقد نحي الله عنه الكبر، إني عبد وابن عبد، أجلس جلسة العبيد، واكل أكلة العبيد)(5) ولم يأكل طعاما إلا وهو جاث على ركبتيه.

صفحة ١٢٥