إرواء الظمي بتراجم رجال سنن الدارمي
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
وَذكره فِي "اللِّسَان" وَنَقَلَ عَنِ الأَزْدِي أَنَّهُ قَالَ: "لا يَصِحُّ حَدِيْثُهُ".
وَعِنْدِي أَنَّ الأَزْدِي لا يُرِيْدُ بِهَذِهِ العِبَارَةِ هُنَا تَضْعِيْفَهُ بِهَا، كَمَا فَهِمَ الحَافِظ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-، وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهَا تَضْعِيْفَ حَدِيْثَهُ، وَأَنَّ حَدِيْثِهِ هَذَا لا يَصِحُّ إِسْنَادُهُ إِلَيْهِ. وَالحَامِلُ لِي عَلَى تَوْجِيْهِ عِبَارَةِ الأَزْدِي بِمَا سَبَقَ: أَنَّ الأَزْدِي نَفْسَهُ قَدْ عَدَّ أَيْفَع هَذَا فِي الصَّحَابَةِ - كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ- وَالصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ عُدُوْلٌ؛ فَهُمْ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يَتَكلَّمَ أَحَدٌ فِيْهِم!
تَنْبِيْهٌ:
قَالَ أَبُوْ الفَتْح الأَزْدِي فِي كِتَابِهِ "ذِكْر اسْمِ كُلِّ صَحَابِي رَوَى عَنْ رَسُوْلِ الله ﷺ: "أَيْفَعُ بْنُ كَلَال لَهُ صُحْبَةٌ". اهـ.
قُلْتُ: لَمْ يَتَفَرّدِ الأَزْدِيُّ، بَلْ قَدْ ذَكَرَهُ فِي الصّحَابَةِ: أَبُوْ بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْليُّ، وَعَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّد المَرْوَزِيُّ، وَتَبِعَهُم أَبُوْ مُوْسَى المَدِيْنِي (^١).
وَتَعَقَّبَهُمَا الحَافِظُ أَبُوْ مُوْسَى الرُّعَيْنِي الأَنْدَلُسِي فَقَالَ فِي "الجَامِع" بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ أَنَّهَمَا ذَكَرَاهُ فِي الصَّحَابِةِ: "قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِم: أَيْفَعُ بْنُ عَبْدٍ يَرْوِي عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْد". فَإِذَا هُوَ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِيْن". اهـ. وَأَقَرَّهُ مُغْلَطَاي فِي "الإِنَابَة".
وَقَالَ الذَّهَبِي فِي "تَارِيْخِهِ": "أَرْسَلَ حَدِيْثَيْنِ عَنِ النَّبِيّ ﷺ، قَدْ غَلِطَ غَيْرُ وَاحِدٍ وَعَدَّهُ فِي الصَّحَابَةِ، مِنْهُم: عَبْدَان المَرْوَزِيّ، وَأَبُوْ بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْليّ، وَأَبُوْ الفَتْحِ الأَزْدِيّ، وَاغْتَرُّوا بِمَا أَرْسَل". اهـ.
وَقَالَ الحَافِظُ فِي "الإِصَابَةِ": "تَابِعِيٌّ صَغِيْرٌ".
وَقَالَ مَرَّةً: "لا يَصِحُّ لأَيْفَعَ سَمَاع مِنْ صَحَابِي؛ وَإِنَّمَا ذَكَرَ ابْنُ أَبِي حَاتِم
_________
(^١) "أُسْد الغَابَة".
1 / 104