إن القرارات التي نتخذها والطريقة التي نتخذ بها القرارات هي بلا شك من صنعنا. فالقرار ليس مجرد حدث يجري دون تفكير وينتابنا مثل المشاعر. إنه أمر نقتنع به اقتناعا
إذا كان هذا الأمر صحيحا، فالقرارات تصبح أفعالا من خلال كونها نوعا من الأحداث
ما الذي ينطوي عليه الفعل؟ لقد زعمت أن الأمر الوحيد الذي يتضمنه الفعل، والذي يجعله
في حالة الأفعال التي يبدو من الواضح
ولكن عندما يتعلق الأمر بالقرارات نفسها، فإنه لا يكون صحيحا بالقدر نفسه من الوضوح. فعندما أقرر أن أستكمل سيري، فإن اتخاذي لهذا القرار يبدو بوضوح أنه فعلي المتعمد؛
هذا الهدف الذي ينطوي عليه قراري لا يبدو أنه يأتي من أي سبب مسبق على الإطلاق. على
(3) نموذج الفعل العملي القائم على التفكير
بين أيدينا فهم للفعل المتعمد مختلف تماما عن نموذج هوبز القائم على الاختيارية،
رأينا من قبل أننا، بوصفنا بشرا، نمتلك القدرة على العقلانية العملية. فنحن قادرون
من خلال هذه الرؤية، فإن قراري بأن أذهب للسير يعتبر فعلا متعمدا، ليس بسبب أنه أمر
صفحة غير معروفة