239

المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي

الناشر

مكتبة الخانجي بالقاهرة

الإصدار

الثالثة ١٤١٧هـ

سنة النشر

١٩٩٧م

تصانيف

وهاتان العلامتان الثانية والثالثة من علامات التأنيث، قد زالتا تقريبا من بعض اللهجات العربية الحديثة، وحلت محلها تاء التأنيث؛ فنحن نقول في: حمراء وبيضاء وصحراء وعمياء وميناء: حمره وبيضه وصحره وعميه ومينة، وكما نقول في: حُبلى وسَلمى وخُبَّازَى وعَدْوى وفَتْوى: حِبْله وسَلْمَه وخُبَّيزه وعَدْوَى وفَتْوَه.
وقد حدث مثل ذلك في لهجة الأندلس العربية، في القرن الرابع الهجري؛ فقد ذكر أبو بكر الزبيدي في كتابه: "لحن العوام" أن الأندلسين كانوا يقولون في عصره: مِينَه وحَلْوَه ودِفَله وحُبَارَه، في: ميناء وحلواء ودِفْلَى وحُبارى.
والسر في زوال هاتين العلامتين، وحلول العلامة الأولى، وهي التاء، محلهما، هو ميل اللغة إلى أن تسير في طريق السهولة والتيسير؛ فبدلا من أن

١ Brockelmann، Grundriss I ٤١٠.
٢ انظر كذلك: التطور النحوي لبرجشتراسر ١١٥.

1 / 262