المريض :
ودخلت الحجرة، هي بعينها التي كنا نسكنها معا أيام شبابنا، الظلام بعينه، الفقر نفسه، والمصباح الزيتي الذي يرتعش ضوءه على الحائط القديم، والحصيرة المتهرئة على البلاط الأجرب، صحت: هي نفس الحجرة يا محمد!
محمد :
والساكن هو نفسه.
المريض :
الدنيا كلها تحركت يا محمد، وأنت واقف في مكانك، الناس كلهم صعدوا إلى النور.
محمد :
وأنا في بير السلم!
المريض :
ثلاثون سنة في نفس الحجرة، في الظلام والبؤس والمرض.
صفحة غير معروفة