تفسير قوله تعالى: ﴿ولقد فتنا سليمان. . .﴾ - ضمن «آثار المعلمي»
محقق
محمد أجمل الإصلاحي
الناشر
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ
تصانيف
٥ - ﴿وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾ وقوع هذه الجملة عقب ما
تقدَّم يُشعِر بأنّ لقضية الفتنة وإلقاء الجسد والإنابة علاقةً بالمُلك. ويقوِّي ذلك أنه لم يؤتَ بين قوله: ﴿أَنَابَ﴾ وقوله: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي﴾ بالواو، فدلَّ عدم الإتيان بها على أن قوله: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي﴾ تفسير لإنابته، وقد وصل الإنابة بقوله: ﴿وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾.
ما قيل في تفسير الآية
القول الأول منقول عن المتقدمين. في "الدر المنثور" ج ٥ ص ٣١٠: أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس ﵄ قال: أربع آيات من كتاب الله لم أدر ما هي حتى سألت عنهن كعب الأحبار ... وسألته عن قوله: ﴿وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ﴾ قال: الشيطان أخذ خاتم سليمان ﵇ الذي فيه ملكه ... ".
وجاء نحو هذا عن جماعة، فذكر بعضهم: أنه جرى من سليمان تقصير، فمنهم من قال: احتجب عن مصالح الناس ثلاثة أيام.
ومنهم من قال: سألته امرأته أن يأمر بصنع تمثال لأبيها، فأمر به، وكان جائزًا في شريعته، لكن المرأة أخذت التمثال عندها، وصارت تسجد له هي وجواريها، وغفل سليمان عن ذلك، ثم فطن وخرَّب [ص ٤] التمثال، وعاقب المرأة، فكان تقصيرُه الغفلةَ تلك المدة.
ومنهم من قال: خاصم أهل امرأته قومًا إليه، فودّ أن يكون الحق لهم.
ومنهم من قال: سألته امرأته أن يقضي لأخيها، فقال: نعم، ولم يفعل.
7 / 234