تفسير قوله تعالى: ﴿ولقد فتنا سليمان. . .﴾ - ضمن «آثار المعلمي»

عبد الرحمن المعلمي اليماني ت. 1386 هجري
4

تفسير قوله تعالى: ﴿ولقد فتنا سليمان. . .﴾ - ضمن «آثار المعلمي»

محقق

محمد أجمل الإصلاحي

الناشر

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ

تصانيف

المعاجم بين ما هو ثابت قطعًا، وما فُهِمَ من سياق آية أو حديث أو شعر أو كلام فصيح، وبُيِّن في الثاني مأخذ الاجتهاد، ليتمكن طالب الحق من التمحيص. ٣ - ﴿ثُمَّ أَنَابَ﴾: قال الراغب (^١): "الإنابة إلى الله تعالى: الرجوع إليه بالتوبة وإخلاص العمل". وتدبُّر مواقع الإنابة في القرآن يقضي بأن بين الإنابة والتوبة فرقًا، فالتوبة تقتضي سبقَ مخالفةٍ لها بال، والإنابة تصدُق بالتوجه إليه سبحانه بعد غفلة، ولو بغير معصية. ٤ - ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي﴾ سؤال المغفرة لا يستلزم سبق معصية، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام يكثرون من الاستغفار؛ لأنهم لا يأمنون أن يكون وقع منهم شيء من التقصير أو الاشتغال عن ذكر الله ﷿ [ص ٣] ونحو ذلك، وقد قال الله ﷿ لخاتم أنبيائه: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [النصر: ٣]. فكان ﵌ يُكثر من قول: "سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه" كما في "مسند أحمد" (^٢)، و"صحيح مسلم" (^٣) عن عائشة. والأدلة على هذا المعنى كثيرة.

(^١) "مفردات ألفاظ القرآن" (٨٢٧). (^٢) برقم ٢٤٠٦٥ (٤٠/ ٧٥) ورقم ٢٥٥٠٨ (٤٢/ ٣٢٦). (^٣) كتاب الصلاة: باب ما يقال في الركوع والسجود برقم (٤٨٤).

7 / 233