الشفاعة في الحديث النبوي
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
سجلًا: كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب فيقول: أفلك عذر؟ فيقول لا يارب، فيقول: بلى ان لك حسنة فانه لا ظلم عليك اليوم. فتخرج بطاقة فيها اشهد ان لا اله إلا الله واشهد ان محمدًا عبده ورسوله فيقول: احضر وزنك فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: انك لا تظلم قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله أحد» (١).
فهذه الكلمة شفعت لصاحبها لأنها صادقة وخرجت من قلبه وهي أصل الإيمان الذي لا يخلد صاحبه في النار." فان قيل: الأعمال أعراض لا يمكن وزنها وإنما توزن الأجسام؟. أجيب: بأنه يوزن السجل الذي كتب فيه الأعمال ويختلف بأختلاف الأحوال، أو ان الله يجسم الأفعال والأقوال فتوزن فتثقل الطاعات وتطيش السيئات لثقل العبادة على النفس وخفة المعصية عليها ولذا ورد: «حفت الجنة بالمكارة وحفت النار بالشهوات» (٢) (٣).
ونقل السندي-عن الحكيم الترمذي- (٤) القول عند شرح الحديث: «ليست هذه شهادة التوحيد لان من شأن الميزان ان يوضع في كفته شيء وفي الأخرى ضده، فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة فهذا غير مستحيل لأن العبد ياتي بهما جميعًا ويستحيل ان يأتي بالكفر والإيمان جميعًا عبدٌ واحدٌ يوضع الإيمان في كفة والكفر في كفة فكذلك استحال ان توضع شهادة التوحيد في الميزان واما بعدما آمن العبد فإن النطق منه بلا اله إلا الله حسنة توضع في الميزان مع سائر الحسنات» (٥).
ورده السندي: فقال «شهادة التوحيد والإيمان حسنة أيضًا فأن قال ليس لهما ما تضادهما شخصًا وأنْ كان ما يضادهما نوعًا وهي السيئة المقابلة للحسنة فيراد إنّ النطق
(١) انظر تخريجه برقم (٩٧)، وهنا اللفظ للترمذي.
(٢) عن انس بن مالك ﵁، انظر تخريجه في المسند الجامع ٣/ (١٦٤٩). وله شاهد عن ابي هريرة ﵁ انظر المسند ١٨/ (١٥٠٣٩).
(٣) تحفة الاحوذي، المباركفوري ٧/ ٣٩٧.
(٤) انظر ترجمته في ملحق الأعلام.
(٥) شرح سنة ابن ماجة، السندي٢/ ٥٧٨ - ٥٧٩.
1 / 122