107

الشفاعة في الحديث النبوي

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

المبحث الثاني
شفاعة الأعمال
الأعمال أقسام، والجزاء عليها أشكال مختلفة، فمنها ما يجازى العبد عليها في دنياه، ومنها ما يجازى عليها يوم القيامة، ومنها ما يجازى عليها في الدارين.
والجزاء الأخروي للأعمال قد يكون أجرها محددًا، كان يكون مئة حسنة أو الف حسنة -والله يضاعف لمن يشاء- ومن الجزاء الأخروي على الأعمال ما يغفر لك ذنوبك كلها أو بعضها، كالوقوف على عرفة أو الحج أو الصيام ليلة القدر (١) ... .
ومنها ما يحجبك عن النار أصلًا أو يحاجج عنك أمام الله تعالى كالصيام والقرآن يقول الصيام: يا رب منعته الطعام والشراب، ويقول القرآن منعته النوم (٢).
والذي يعنينا هنا هو العمل الذي جاء الخبر الصحيح بلفظ صريح أنه يشفع لصاحبه كالصبر على الأواء المدينة، مثلًا (٣)، وغيرها، أو جاء يخبر أنه يحجب النار، أو يحاجج صاحبه، فما كان من النوع الأول فأننا حاولنا الا يفوتنا منه شيء، وما كان من النوع الثاني فاننا اقتصرت على الامثلة فقط، لضيق الوقت أولًا، ولأنه لو كتب بالشكل المطلوب لكتبت به رسائل.

(١) يقول ﷺ "من قام ليلة القدر أيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"- انظر تخريجه في المسند الجامع ١٩/ (١٦٦٤٣)، وهو من مسند السيدة عائشة ﵂.
(٢) انظر الحديث برقم (١١٨).
(٣) انظر الحديث برقم (١٣٥).

1 / 112