305

الانصاف في الانتصاف لأهل الحقق من أهل الاسراف

تصانيف

فذلك حق صحيح مسلم! لأن هذه كلها نعوت وصفات وصف الله بها نفسه، وليست معان قديمة قائمة بذاته البتة، ولم يقل بذلك أحد من العقلاء والعلماء أصلا، فلم لا تكون القدرة والعلم والحياة كذلك؟ وليست أمورا حقيقية وجودية قديمة قائمة بالله سبحانه، بل هي صفات اعتبارية وآمور ذهنية إضافية زائدة في الفظ والتقدير والاعتبار، لا في المعنى والتحقيق والاستقرار.

اذالكلام يجب طرده في النعوت والصفات كلها، فإن كانت القدرة والعلم والحياة والسمع والبصر والارادة، أمورا متحققة وجودية زائدة على الذات قائمة بها وحالة فيها(1)، لزم أن يكون السؤدد والشرف والعظمة والقوة والجلال والحكمة والحلم والغضب والرضا والسخط والحب والبغض إلى غيرذلك من الصفات والنعوت، أمورا متحققة وجودية زائدة على الذات المقدسة، زيادة حقيقية معنوية قديمة قائمة بالذات المقدسة! ولم يقل بذلك أحد من العلماء ل والعقلاء فى هذه الصفات.

واذا لم تكن أمورا متحققة وجودية، فهي أمور اعتبارية تقديرية لا تحقق لها ولا ماهية.

قوله - في الوجه الثالث -: "إن ما ذكره من الصفات والقدر ليس من خصائص الشيعة".

قلنا: لا نسلم ذلكا بل هو من خصائصهم، وأئمة أهل البيت** أئمتهم في ذلك دون غيرهم، ومن عداهم تبع لهم في ذلك.

صفحة ٣٩٨