الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف

الأمير الصنعاني ت. 1182 هجري
63

الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف

محقق

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة النبوية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

فإن قلتَ: قد قال النبي ﵌ لمعاذ بن جبل ﵁: "أتدري ما حق الله على العباد. قال: الله ورسوله أعلم. قال: حقه عليهم أن يعبدوه فلا يشركوا به شيئًا. أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال حقهم عليه أن لا يعذبهم بالنار"١. قلتُ: هذا الحق الذي أثبته لعباده على نفسه هو الإثابة لهم بإفراده بالعبادة، ولا دليل أنا نسأله بحقهم، وكذلك كما قيل: ما للعباد عليه حقٌّ واجب كلا ولا سعيٌ لديه ضايع إن عذبوا فبعدله أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع٢ وورد في دعاء الصلاة٣: "وبحق السائلين عليك"٤. أي: بما وعدت به إجابة السائلين، فهو توسل إلى الله بإجابة السائلين الذي جعله٥ على نفسه حقًا لهم بقوله: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ٦ فهو نظير قول زكريا ﵇: ﴿وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴾ ٧ أو المراد: بحقك الواجب على المسلمين٨ من الاخبات وإنزالهم الحاجات بك

١ رواه البخاري (١٣/٣٤٧ فتح) ومسلم (١/٥٩) . ٢ قال ابن القيم ﵀ في مدارج السالكين (٢/٣٣٨): "فالرب سبحانه ما لأحدٍ عليه حقٌّ، ولا يضيع لديه سعيٌ" ثم أنشد البيتين. ٣ في (ب): "الصباح" وهو خطأ. ٤ جزء من حديث رواه الإمام أحمد (٣/٢١) وابن ماجه (١/٢٥٦) وغيرهما. قال شيخ الإسلام: "وهذا الحديث هو من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد وهو ضعيف بإجماع أهل العلم". قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص:٢١٥) ثم قال: "ولفظه لا حجة فيه فإنَّ حقَّ السائلين عليه أن يجيبهم وحقَّ العابدين أن يثيبهم ...". ٥ في (أ) و(ب): فعله. ٦ سورة غافر، الآية ٦٠. ٧ سورة مريم، الآية ٤. ٨ في (أ) "الواجب على السائلين أن يفعلوه المسلمين".

1 / 95