الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف

الأمير الصنعاني ت. 1182 هجري
13

الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف

محقق

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة النبوية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

والحديث ستة١؛ لأنَّ من آمن بكتب الله ورسله [٥٩٨] فقد آمن باليوم الآخر، وبالقدر؛ أي: سَبْقُ تقدير كلِّ كائن، وإنَّما الحديثُ فَصَّلَ والآيةُ أَجملتْ بعض الإجمال، لأنَّه تعالى قال لرسوله: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ ٢ فبين بزيادة التفصيل لأركان الإيمان، وقد ذكر تعالى المؤمنون حقًا بقوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الذِينَ إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَواةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ ٣ ففسرهم بأنَّهم مَنِ اتصف بهذه الست الصفات، وأما المتقون فإنَّ الله تعالى بين مَنْ هم وفسرهم في صدر سورة البقرة حيث قال: ﴿هُدَى لِلْمُتَّقِينَ﴾ كأنَّه قيل من هم؟ قال: ﴿الذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ويُقِيمُونَ الصَّلَواةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ ٤ فوصفهم بأنَّهم من اتصف بهذه الصفات الست، وهي صفاتٌ مركبة من أجزاء الإسلام ومن أجزاء الإيمان، كما أنَّ آية الأنفال حيث ذكر الله تعالى صفات المؤمنين حقًا مركبة من أجزاء النوعين، وذلك أنَّه ﵌ قال في

١ بل الركن الخامس أشير إليه في الآية بقوله في تمامها ﴿وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ أي: المرجع والمآل، وهو اليوم الآخر. ٢ سورة النحل الآية ٤٤. ٣ سورة الأنفال الآيات ٢-٤. ٤ سورة البقرة الآيات ٢-٤.

1 / 45