84

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

الناشر

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

المتنزهون عن الغيبة
كان التنزه عن الغيبة -كغيره من الفضائل- سمة سائدة عند السلف الصالح والقرون الفاضلة.
قال إياس بن معاوية بن قُرَّة رحمه الله تعالى:
" كان أفضلهم عندهم -أي عند الصحابة ﵃ أسلمهم صدورًا، وأقلهم غيبة " (١)
وعن سهل بن عبد الله التُّسترِيِّ ﵀ قال: " من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوا بالله، وأن لا يغتابوا، ولا يغتاب عندهم، وأن لا يشبعوا، وإذا وعدوا لم يُخلفوا، ولا يمزحون أصلًا " (٢).
وقال بعضهم. " أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة، ولكن في الكف عن أعراض الناس " (٣).
وقال الإمام ابن الجوزي واصفًا شيخه عبد الوهاب الأنماطي: (كان على قانون السلف لم يُسمع في مجلسه غيبة ...) (٤).
ثم عَزَّ هذا الخُلُق فيمن أتى بعدهم، قال الإمام وكيع بن الجراح (ت ١٩٧ هـ) رحمه الله تعالى: " من عزة السلامة من الغيبة أنه لم يسلم منها إلا القليل "،

(١) " حلية الأولياء " (٣/ ١٢٥).
(٢) " سير أعلام النبلاء " (١٣/ ٣٣٢).
(٣) " الإحياء " (٣/ ١٥٢).
(٤) " صيد الخاطر " ص (١٧٣).

1 / 86