251

الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

الناشر

دارُ طيبة - مَكتبةٌ الكوثر

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

المواضع التى يكره فيها السؤال
قال الإمام أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله تعالى:
(الإكثار من الأسئلة مذموم، والدليل عليه النقل المستفيض من الكتاب والسنة وكلام السلف الصالح ..) إلى أن قال ﵀: (والحاصل أن كثرة السؤال ومتابعة المسائل بالأبحاث العقلية والاحتمالات النظرية، مذموم، وقد كان أصحاب رسول الله ﷺ قد وُعِظوا في كثرة السؤال حتى امتنعوا منه، وكانوا يحبون أن يجيء الأعراب فيسألون حتى يسمعوا كلامه، ويحفظوا منه العلم ..).
ثم قال: (ويتبيّن من هذا أن لكراهية السؤال مواضع، نذكر منها عشرة مواضع:
أحدها: السؤال عما لا ينفع في الدين، كسؤال عبد الله بن حذافة: " من أبي؟ "، ورُوي في (التفسير) أنه ﵇ سئل: ما بال الهلال يبدو رقيقًا كالخيط ثم لا يزال ينمو حتى يصير بدرًا ثم ينقص إلى أن يصير كما كان؟ فأنزل الله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ﴾ الآية، فأنما أجيب بما فيه من منافع الدين.
وثانيها: أن يسأل بعد ما بلغ من العلم حاجته؛ كما سأل الرجل عن الحج: " أكلَّ عام؟ " مع أن قوله تعالى: ﴿ولله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ﴾ [آل عمران: ٩٧]، قاض بظاهره أنه للأبد لإطلاقه، ومثله سؤال بني إسرائيل بعد قوله: ﴿اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ [البقرة: ٦٧].
وثالثها: السؤال من غير احتياج إليه في الوقت، وكأن هذا -والله أعلم-

1 / 255