72

عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين

الناشر

مكتبة زهراء الشرق

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٦ هـ

سنة النشر

٢٠٠٥ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

الآية ٣٤ من "التوبة" عن الأحبار والرهبان: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾، وقوله جَلَّتْ قدرته في الآية ١١ من سورة "الجمعة" مخاطبًا رسوله ﵇ بشأن بعض المسلمين ممن تركوا خطبة الجمعة عند ورود قافلة التجارة التي كانوا ينتظرونها: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ . ومغزى إفراد الضمير في الآية التي اعترض عليها الجاهل هو أن رضا الرسول متضمَّت في رضا الله لأنه ﵇ إنما ينطق عن وحي السماء. وفي هذا تنبيه إلى أن رضاه ﷺ من الأهمية بمكان، فكأن الذي يعصيه ويُعْضِبه قد عصى الله ذاته وأغضبه.
* * *
٢٥- ونأتي إلى آخر الشُّبه الموجودة في فصل الكتاب الخامس المسمَّى "أسئلة لغوية"، وهي تتعلق بجمع كلمة "قلب" في قوله عز شأنه يخاطب عائشة وحفصة ﵄ وأرضاهما حينما زادت غيرتهما على رسول الله إلى الحد الذي ضايقه: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾، إذ يتساءل هذا العبقري: "لماذا لم يقل: "صغا قلباكما" بدل ﴿صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ إذ إنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟ " (ص ١١٢) . ما كل هذه العبقرية؟ لقد اكتشف نياقته ما

1 / 76