عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين
الناشر
مكتبة زهراء الشرق
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٦ هـ
سنة النشر
٢٠٠٥ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
٧- ونبلغ الاعتراض السابع، وفيه يقول عبدنا الفاضي (الذي يمتلئ كتابه الحقير بالأخطاء النحوية الأولية ثم يأنس في نفسه الوقاحِ الجرأةَ على التهجم على لغة القرآن الكريم رعونةً منه وطيشًا) إن في قوله تعالى في الآية ١٠ من سورة "المنافقون": ﴿وانفقوا وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ خطأ نحويًا، إذ كان المفروض (حسبما يقول) أن يُنْصَب فعل الكينونة عطفًا على "أصَّدَق" (ص ١٠٨) . وأنا على يقين أنه لا يعرف لم نُصِب هذا الفعل الأخير. إنما هو كلام وُضِع على لسانه فردَده كالببغاء دون أن يعي معنّى أو يدرك مغزى. أجل، أنا موقن تمام الإيقان أنه لا يفهم أن سبب نصب هذا الفعل هو مجيئه بعد "فاء السببية"، لكن فلْنَطْوِ هذه ولنسارع إلى القول بأنه مدام القرآن قد استعمل لفظًا أو تركيبًا أو إعرابًا ما فهو صواب لا يأتيه الغلط من بين يديه ولا من خلفه حتى لو قلنا إن الرسول ﵇ هو مؤلفه، فهو عربي تؤخذ عنه اللغة ولا يراجّع في شيء منها، فضلًا عن أن أحدًا من المشركين أو المنافقين أو نصارى العرب ويهودهم لم يعترض على شيء من لغة القرآن رغم حرصهم على التشكيك فيه بكل وسيلة.
وعلى أية حال فإن في جَزْم فعل الكينونة في الآية الكريمة مغزى
1 / 36