عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين
الناشر
مكتبة زهراء الشرق
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٦ هـ
سنة النشر
٢٠٠٥ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
سورة "التوبة": ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ (ص ١٠٧)، أي أن المشبه به، في نطره الكليل، هو جماعة أخرى من الخائضين. وقبل أن أفنَّد هذا التنطع الغشوم أحكي القصة التالية: فقد حضرت، وأنا في أكسفورد في أواخر السبعينات، محاضرة لشاب متحذلق من المستشرقين كان هجامًا طويل اللسان مع طلابه، فسمعته يقول أثناء المحاضرة إن في القرآن شذوذات لغوية، فانتظرتُ حتى انتهى الدرس وخرج فخرجت معه أساله أن يضرب لي أمثلة على هذا الذي يدّعيه، فأشار إلى هذه الآية قائلًا: تجد الإشارة إليها في تفسير الطبري، ولم أكذّب خبرًا ونزلت في الحال إلى مكتبة المعهد وقلّبت تفسير الطبري فلم أجده ذكّر شيئًا من ذلك، فقلت: أنظر في تفسير النيسابوري الذي على هامشه، فوجدته، بعد أن شرح الآية على أساس أن معناها: "وخضتم (أيها المنافقون) كالخوض الذي خاضه أمثالكم في الأزمنة السابقة"، قد أضاف هذه العبارة: "وقيل: أصله "كالذين" فحذف النون". فاستغربتُ من تدليس المستشرق الصغير الذي أكد لي بقوة أن الطبري هو قائل ذلك، بل لقد أَوْهَم كلامه أن هذا هو التفسير الوحيد الذي قال به ذلك العلاّمة الجليل. وكل ذلك غير صحيح كما قلت، بل قائله هو النيسابوري، الذي أرجأه إلى ما بعد الفراغ من التفسير الذي ذكرتُه، وأورده بصيغة التمريض:
1 / 33