160

عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين

الناشر

مكتبة زهراء الشرق

الإصدار

الأولى ١٤٢٦ هـ

سنة النشر

٢٠٠٥ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

اتفق عليه مع أبيه (أو بالأحرى: مع إلهه طبقًا لكلامه هو) من إنه سيُصْلَب تكفيرًا عن خطايا البشرية، فأخذ يبكي ويصيح عبثًا دون جدوى! فذلك هو الذي ينبغي أن يشغل ذلك المتنطعُ به نَفْسَه لا بتقحُّم تفسير القرآن برعونة وجهل! هذا، ولا أريد أن أشير إلى اجتراء إبليس على المسيح (وهو الله عندهم) وأخذه إياه إلى قمة الجبل كي يخابر إيمانه، ولا إلى تعميدِ يحيى ﵇ له، أي تعميد العبد للربّ ... إلخ، وهو كثير!
* * *
ويستمر التعيس في تخبطاته فيقول إن قوله عز شأنه في الآية ٢٣ من "المائدة" عن يهود المدينة: ﴿وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ﴾ ؟، وقوه جلَّ وعلا عن النصارى في الآية ٤٧ من نفس السورة: ﴿وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، دليل على أن التوارة والإنجيل اللذين كانا في أيدى اليهود والنصارى صحيحان (ص ٨٣) وهو فهم غبي، وإنما يريد القرآن أن يوضح لليهود نفاقهم وتخبطهم حيث يرفضون نبوة محمد، وفي ذات الوقت يأتون إليه طالبين منه أن يصدر حكمه على زانيين منهما، فقال لهم: إن في كتابكم العقوبة الخاصة بالزنا، فلماذا تتجاهلونها وتظنون أن رسول الله سوف يحكم

1 / 166