161

عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين

الناشر

مكتبة زهراء الشرق

الإصدار

الأولى ١٤٢٦ هـ

سنة النشر

٢٠٠٥ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

عليهما بحكم آخر أخفّ؟ ولقد عبث اليهود فعلًا بتوارتهم، إلا أن هناك مواضع وأحكامًا فيها لم تمسسها يد العبث، ومنها رجم الزناة. فهل إذا قال القرآن الكريم إن حكم الزني الموجود في العهد العتيق هو حكم صحيح كان معناه أن كل ما في ذلك الكتاب صحيح؟ أما قوله ﷿: ﴿وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ فهو يتحدث عما أنزله الله على عيسى لا ما أضافته أو حرفته يد الإفساد. ولقد كان مما أنزله الله على عيسى التبشيرُ بنبوة محمد، وهو مما أمر الله أهل الإنجيل أن يحكموا به فيدخلوا في دين محمد ويعتنقوا التوحيد بدل التثليث ويَعِفّوا عن لحم الخنزير وما إلى ذلك مما أدخله بولس وأمثاله في ديانة عيسى، وهي منه براء، فهذا هو معنى الآية، لكن القلوب الغُلْف لا تفهم!
وبالله التوفيق!

1 / 167