12

تدخل‎ امرأة

تصانيف

قالت الآنسة جيني، مقطبة جبينها الجميل: «المناجم ليست من ضمن اهتماماتي. ما نوع المناجم المتضمنة في هذه المسألة؛ مناجم ذهب أم فضة أم نحاس أم ماذا؟» «إنها مناجم معينة على ضفاف نهر أوتاوا.» «هذا غير محدد.» «أعرف أنه كذلك. إنني لا أستطيع أن أعطيك معلومات كثيرة عن الأمر. أنا نفسي لا أعرف، إحقاقا للحق، لكنني أعلم أنه من المهم جدا أن نحصل على نبذة عما يحتويه التقريران اللذان كتبهما هذان الشابان. لقد أسست شركة، تدعى لندن سينديكيت، في إنجلترا. إن ما تسعى إليه هذه الشركة هو شراء عدد كبير من المناجم في كندا، إن كانت الأخبار المتواترة عن الملاك الحاليين لها صحيحة. لذلك، أرسل رجلان، كينيون وونتوورث - الأول مهندس تعدين والثاني مراجع حسابات محنك - من لندن إلى كندا؛ الأول لفحص المناجم والثاني لفحص دفاتر حسابات الشركات المتعددة المالكة للمناجم. وسيعتمد قرار الشركة بشأن الشراء من عدمه كثيرا على التقريرين اللذين بحوزة الرجلين الآن. إن التقريرين، عند نشرهما، سيكون لهما تأثير كبير، بطريقة أو بأخرى، على البورصة. وأنا أود أن أعرف أهم ما جاء بهما قبل أن تطلع عليهما الشركة. سيكون سبقا كبيرا لصحيفتنا إن كنا نحن أول من يعرف حقيقة الأمر، وأنا على استعداد لدفع مبلغ كبير بالعملة الصعبة حتى أنجح في ذلك. لذا، لا يهمك مصاريف إرسال التفاصيل بالتلغراف.» «رائع جدا؛ هل لديكم كتاب عن المناجم الكندية؟» «لا أعرف إن كان لدينا واحد؛ ولكن يوجد هناك كتاب يسمى «مصادر التعدين في كندا»؛ هل سيكون له أي نفع لك؟» «سأحتاج إلى مصدر كهذا. أريد كما تعرف أن يكون لدي بعض الإلمام بالمجال.»

قال مدير التحرير: «أتفق معك. سأرى ما يمكننا الحصول عليه عن هذا المجال. يمكن أن تقرئيه قبل أن تبدئي الرحلة، وفي أثنائها.»

قالت الآنسة جيني: «رائع جدا، وهل لي أن أختار الرجل الذي سأحصل منه على المعلومات من بين الرجلين؟»

رد مدير التحرير: «بالتأكيد. سترين الاثنين، ويمكنك بسهولة تحديد من سيقع على نحو أسرع ضحية لك.» «السفينة ستبحر خلال أسبوع، أليس كذلك؟» «بلى.» «إذن، سأحتاج على الأقل إلى خمسمائة دولار للحصول على فساتين جديدة.»

صاح مدير التحرير متعجبا: «يا إلهي!» «لا مجال للتعجب في هذا الأمر. إنني سأسافر باعتباري ابنة مليونير، ومن غير المحتمل أن يكفيني فستان أو اثنان طوال هذه الرحلة.»

قال مدير التحرير: «لكن لن يمكنك تفصيل فساتين جديدة في أسبوع.» «أتعتقد ذلك؟ حسنا، أعطني فقط الخمسمائة دولار، وسأتدبر الأمر.»

كتب الرجل المبلغ على ورقة عنده.

وقال: «ألا تظنين أن أربعمائة دولار كافية؟» «نعم، لا أظن ذلك. وهل لي أن أسافر إلى باريس بعد انتهاء هذه المهمة أم علي أن أعود مباشرة إلى هنا؟»

قال مدير التحرير: «أوه، أظن أننا يمكننا أن نمنحك هذه الرحلة هدية.» «ذكرني باسمي الرجلين الشابين، أم هما ليسا بشابين؟ ربما يكونان عجوزين مملين، بالنظر إلى مجال التعدين الذي يعملان به.» «لا؛ إنهما شابان، وهما حويطان وإنجليزيان. لذا، أنت ترين أن هذه المهمة قد فصلت من أجلك. إن اسميهما جورج ونتوورث وجون كينيون.»

قالت المرأة الشابة بمرح: «أوه، ونتوورث هو الرجل الذي سأستهدفه. جون كينيون! أنا أعرف أي نوعية من البشر ينتمي إليها؛ إنه متجهم ومتحفظ. يبدو أنه يشبه كثيرا جون بانيان أو جون ميلتون، أو أسماء من هذا القبيل.» «حسنا، أنا لن أكون متأكدا بشدة بشأن هذا حتى تري الاثنين. من الأفضل ألا تحزمي أمرك الآن.» «متى سأحصل على الخمسمائة دولار؟» «أوه، لا يجب أن تقلقي بشأن هذا. وأفضل طريقة هي أن تفصلي الفساتين وتطلبي ممن يحيكها إرسال الفواتير إلينا.»

صفحة غير معروفة