إملاء ما من به الرحمن
محقق
إبراهيم عطوه عوض
الناشر
المكتبة العلمية- لاهور
مكان النشر
باكستان
قوله تعالى (
﴿ويكفرون﴾
) أي وهم يكفرون والجملة حال والعامل فيها قالوا من قوله (
﴿قالوا نؤمن﴾
ولا يجوز أن يكون العامل نؤمن إذ لو كان كذلك لوجب أن يكون لفظ الحال ونكفر أي ونحن نكفر والهاء في (
﴿وراءه﴾
) تعود على (
﴿ما﴾
) والهمزة في وراء بدل من ياء لأن ما فاؤه واو لا يكون لامه واوا ويدل عليه أنها ياء في تواريت لا همزة وقال ابن جني هي عندنا همزة لقولهم وريئة بالهمز في التصغير (
﴿وهو الحق﴾
) جملة في موضع الحال والعامل فيها يكفرون ويجوز أن يكون العامل معنى الاستقرار الذي دلت عليه (
﴿ما﴾
) إذ التقدير بالذي استقر وراءه (
﴿مصدقا﴾
) حال مؤكدة والعامل فيها ما في الحق من معنى الفعل إذ المعنى وهو ثابت مصدقا وصاحب الحال الضمير المستتر في الحق عند قوم وعند آخرين صاحب الحال ضمير دل عليه الكلام والحق مصدر لا يتحمل الضمير على حسب تحمل اسم الفاعل له عندهم فأما المصدر الذي ينوب عن الفعل كقولك ضربا زيدا فيتحمل الضمير عند قوم (
﴿فلم﴾
) ما هنا استفهام وحذفت ألفها مع حرف الجر للفرق بين الاستفهامية والخبرية وقد جاءت في الشعر غير محذوفة ومثله (
﴿فيم أنت من ذكراها﴾
وعم يتساءلون ) و (
﴿مم خلق﴾
) (
﴿تقتلون﴾
) أي قتلتم والمعنى أن آباءهم قتلوا فلما رضوا بفعلهم أضاف القتل إليهم (
﴿إن كنتم﴾
) جوابها محذوف دل عليه ما تقدم
قوله تعالى (
﴿بالبينات﴾
) يجوز أن تكون في موضع الحال من موسى تقديره جاءكم ذا بينات وحجة أو جاء ومعه البينات ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب اقامة البينات
قوله تعالى (
﴿في قلوبهم العجل﴾
) أي حب العجل فحذف المضاف لأن الذي يشربه القلب المحبة لا نفس العجل (
﴿بكفرهم﴾
) أي بسبب كفرهم ويجوز أن يكون حالا من المحذوف أي مختلطا بكفرهم واشربوا في موضع الحال والعامل فيه قالوا أي قالوا ذلك وقد أشربوا وقد مرادة لأن الفعل الماضي لا يكون حالا الا مع قد وقال الكوفيون لا يحتاج إليها ويجوز أن يكون وأشربوا مستأنفا والاول أقوى لأنه قد قال بعد ذلك (
﴿قل بئسما يأمركم﴾
) فهو جواب قولهم ) (
﴿سمعنا وعصينا﴾
) فالأولى أن لا يكون بينهما أجنبي
صفحة ٥٢