الإمامة والرد على الرافضة
محقق
د. علي بن محمد بن ناصر الفقيهي
الناشر
مكتبة العلوم والحكم
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤١٥هـ - ١٩٩٤م
مكان النشر
المدينة المنورة / السعودية
فَكَانَ أَبُو الْعَالِيَة ﵀ فِيمَا روى ابْن الْمُبَارك عَن الرّبيع بن أنس يَقُول: هن أَربع فَجَاءَت مِنْهُنَّ اثْنَتَيْنِ بعد وَفَاة رَسُول الله ﷺ َ - بِخمْس وَعشْرين سنة فالبسوا شيعًا وأذيق بَعضهم بَأْس بعض، وَكَانَ الْحسن ﵀ فِيمَا روى أَبُو الْحسن الْقَزاز عَن حميد عَنهُ يَقُول: أكْرم الله أَن يرى نبيه ﵇ فِي أمته مَا يكره. يَعْنِي قَوْله: " فإمَّا نذهبن بك فَإنَّا مِنْهُم منتقمون ".
وَأما قَوْله: ﴿إِنَّك ميت وَأَنَّهُمْ ميتون، ثمَّ إِنَّكُم يَوْم الْقِيَامَة عِنْد ربكُم تختصمون﴾ فَإِنَّهَا لما نزلت كَانُوا يَقُولُونَ مَا هَذِه الْخُصُومَة بَيْننَا وَنحن إخْوَان متآلفون، إِلَى أَن وَقعت الْفِتْنَة بعد قتل عُثْمَان ﵁ وأرضاه، وَاخْتلفت الآراء وألبسوا الشيع وأذاق نَاس بَعضهم بَعْضًا فَتبين لَهُم حِينَئِذٍ وَجه الْخُصُومَة.
٦٩ - ١٧٠ - حَدثنَا أَبُو يحيى مُحَمَّد بن الْحسن، ثَنَا مُحَمَّد بن شَاذان الْجَوْهَرِي: ثَنَا زَكَرِيَّا بن عدي، ثَنَا عبد الله بن عَمْرو، عَن زيد بن أبي أنيسه عَن الْقَاسِم بن عَوْف الشَّيْبَانِيّ سَمِعت ابْن عمر يَقُول: كُنَّا نرى أَن هَذِه الْآيَة نزلت فِينَا وَفِي أهل الْكِتَابَيْنِ من قبلنَا، ﴿ثمَّ إِنَّكُم يَوْم الْقِيَامَة عِنْد ربكُم تختصمون﴾ حَتَّى رَأَيْت بَعْضنَا يضْرب وُجُوه بعض بِالسَّيْفِ فَعلمت أَنَّهَا فِينَا نزلت.
٧٠ - ١٧١ - حَدثنَا عبد الله بن جَعْفَر، ثَنَا يُونُس بن حبيب ثَنَا أَبُو دَاوُد، ثَنَا سُفْيَان عَن مَنْصُور، عَن ربعي بن حِرَاش عَن الْبَراء بن نَاجِية الْكَاهِلِي، عَن عبد الله بن مَسْعُود أَن النَّبِي ﷺ َ - قَالَ: " تَدور رحى الْمُسلمين على خمس أَو سِتّ أَو سبع وَثَلَاثِينَ سنة فَإِن تهلكوا فسبيل من هلك، وَأَن يقم لَهُم دينهم يقوم سبعين عَاما "، فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله ﷺ َ -: بِمَا مضى أَو بِمَا بَقِي؟ فَقَالَ
1 / 353