[الوصية]
وسألت: عن الوصية ؟
فاعلم أن الله تبارك وتعالى أوصى العباد بوصايا، وأرسل الرسل بوصايا، وأوصى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله بوصايا، منها ظاهرة ثبتت بها الحجج على من سمعها وعقلها، ومنها وصايا خاصة لعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى آله، وليست للناس إلا أن يشاء علي أن يعلمها، فضيلة من الله لعلي.
من ذلك قول الله: { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم... } [النساء:1] الآية، والثانية { يا أيها الناس اعبدوا ربكم } [البقرة:21]، و{ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط } [النساء: 135]، وقوله: { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } [الإسراء: 23]، وقوله: { وتعاونوا على البر... } [المائدة:2] الآية. وقوله: { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين } [النساء:11]، وقوله: { يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم } [الحج:1]، وقوله: { إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين } [البقرة: 180]، يعني خيرا: مالا. ثم نسخ ما جعل الله للوالدين من الوصية بالميراث، وجعل ما بقي للأقربين ممن لا يرث، وقال: { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا } [العنكبوت: 8]، وقال: { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير...إلى قوله: المفلحون } [آل عمران: 104]، ثم خبرهم فقال: { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف... } [آل عمران: 10] الآية. وقال: { الذين إن مكناهم ... } [الحج:41] الآية.
صفحة ١١٠