دعوة زيد (ع) إلى الثورة:
...
دعا الإمام زيد (ع) إلى الثورة على هشام لما اشتهر به من الفسق عند غالبية أهل عصره، فكان لا بد من تغيير الأوضاع الفاسدة، وإحياء الشريعة وفق كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. كما كان لا بد أن يعيد الإمام زيد (ع) للدولة الإسلامية طابعها الديني، وذلك باللجوء إلى قوة السلاح في سبيل نشر العدالة الاجتماعية من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ أن الأحوال في عهد الأمويين كانت أبعد ما تكون عن الإيمان؛ فقد كانت حياتهم مترفة طابعها المجون والانغماس في ملذات الدنيا، وتعطيل الحدود، وشرب الخمور، وسوء الأخلاق، وقتل الأبرياء ، وتعظيم السفهاء، وإنفاق أموال المسلمين في الملذات والشهوات حتى عان بيت المال من أزمة اقتصادية عادت على المجتمع الإسلامي بكل ضيق وشظف العيش. والإساءة إلى مقدسات المسلمين وإسقاط هيبتها، وكذا الإساءة إلى أهل البيت عليهم السلام ، حتى تعرض للسباب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله والحسنين عليهم السلام على منابر الجمعة. لذا نرى سعيد بن المسيب يقول في بني أمية: " ما أصلي صلاة إلا دعوت الله عليهم" (1). وأخطر من هذا وذاك وضع الأحاديث بما يتناسب مع أهواء الحكام. وقد عالج ذلك زيد بأن جمع الحديث ونقده وألف أول كتاب في الحديث بيده وهو ( المجموع الفقهي ).
... في مقابل ذلك، كان الأمويون - في سبيل تعزيز موقفهم ومركزهم - يقولون:
صفحة ٧