ويعتقدون أيضا في هؤلاء الأئمة أنهم معصومون عن الذنب وعن الخطأ والنسيان والغفلة كما في نبينا وجميع الأنبياء عليهم السلام وأن علمهم ليس باكتسابي وإنما هو إلهامي ووارثة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم يورثه الأب لابنه والأخ لأخيه كما في الحسن للحسين ، ولما كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وارث علم الأنبياء والمرسلين ، وعنده علم الأولين والآخرين ، كان أمير المؤمنين واجدا لهذا العلم كله ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، ولغير ذلك من الأحاديث وآي الكتاب (1) وورث أولاده الأئمة هذا العلم جميعه.
ويعتقدون فيهم أيضا أنهم عبيد لله سبحانه مخلوقون له ، مرزوقون منه ليس لهم تصرف في شيء من أمر العباد من حياة أو موت ، وعطاء أو منع وشيء سوى ذلك ، إلا باذن منه تعالى على حد ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شأن الخليقة ، وقد جاء في الكتاب عن عيسى عليه السلام « ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ».
واستدلوا على ذلك كله بالبراهين العقلية ، وبالأخبار والآثار ، وقد يأتي شيء من هذا طي هذا السفر.
كما استدلوا على النص عليهم بالخصوص ، بالوارد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طرق الفريقين من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : الأئمة من قريش وانهم
صفحة ٥٥