العفو وأنهم يرضون أولياء الصغير فلم يفعل وأبى الأ إحضار ولده فحضر إليهه فلما قدم إليه ليقتص منه ضح الجميع بالبكاء وقام أولياء المكسور وعفوا فلم يرجع إلى أحد وقدم ابنه ليه: وأخذ يده بيده ووضعها على حجر وضربها بحديدة فكسرها وهو يصيح ثم أغمى عليه وأصوات ذلك الجمع على كثرته قد ارتفعت بالعويل والبكاء رحمة للصغير فكان أمرا مهولا وجمال الدين مع ذلك ثابت وقائل لولده ذق كما أذقت ولد الناس. حدثني بهذا الخبر الثقاة الذين حضروا ذلك المجلس بين يدي جمال الدين وشهدوه فلم يتجاسر بعد ذلك أحد من أهل الدولة أن يمد يده لمال أحد بغير حق وال استطاع بعدها جليل وال حقير أن يجنى على غيره وكان من شدة مهابته إذا أمر بشىء أو نهى عنه ال يتعداه أحد من أمرائه بل يقف الجميع عند أمره ونهيه في جميع أعماله خوفا من شدته سطوته واتقاء عقوبته.
مناقبه عديدة« ومآثره كثيرة وجميلة وجملة القول فيها أن الله تعالى أيد به الدين وأعز بدولته الإسلام والمسلمين, وكان من جليل سعادته أن الله تعالى أهلك في أيام دولته طاغية أكفر الحطى إسحاق بن داود بن سيف أرعد في ذي القعدة سنة ثالث وثالثين وثمان مائة.
فأقيم بعده اندراوس بن إسحاق فهلك لأربعة أشهر من ولايتهه وقام بأمر أمحرة عمه حربناى بن داود بن سيف أرعد فهلك في شهر رمضان سنة أربع وثالثين بعد أشهر من واليته. فأقيم بعده سلمون بن إسحاق بن داود بن سيف أرعد فكان أربعة ملوك في نحو سنة.
صفحة ٩٦