وفى كل ذلك تعظم فتوحات جمال الدين الجليلة وتتعدد وقائعه العظيمة وتكثر أعماله وعماله وغنائمه وأسراء وقتاله وسباياه« تمكينا من الله تعالى له في الأرض وتأييدا له بالنصر ومع هذه الفتوحات العظيمة ولقد أسلم على يديه عالم من أمحرة ال يحصى عددهم هداهم الله به وأنقذهم من النار ثمن دولته وذلك بفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
ولما استشهد جمال الدين قام بأمر المسلمين من بعده أخوه شهاب الدين أحمد بدلاي ومازال يجتهد في تحصيل قتل أخيه جمال الدين حتى ظفر به وقتله وجرى على سنة أخيه في غزو أمحرة وفتح من بلادهم عدة أعمال وقتل طائفة من أمرائهم وحرق البلاد وغنم وقتل وأسر وسبى عالما بحيث كثرت الأموال من الذهب والفضة والثياب والدروع في أيدى جماعته وحازوا من الوظائف ما ال يعد وخرب ست كنائس وعدة قرى. فاسترد الباقي من أيدى النصارى ورد إليها ألف بيت من المسلمين إلى أنه حدث في أيامه تسع وثلاثون وباغ عظيما مات فيه من المسلمين والنصارى عوالم كثيرة جداء وهلك الحطى وأقاموا بعده صبيا صغيرا.
هذا والسلطان بدلاي مقيم في بلاد دكر, وأخوه خير الدين في بلاد ركلة وأظهر بدلاي سيرة بالعدل في مملكته. فأمنت الطرقات, وانكف الناس عن الظلم من العساكر وغيرهم ورخصت الأسعار في أيامهه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
صفحة ٩٧