على حروف الهجاء سماه معجم البلدان. وياقوت هذا هو خاتمة العظماء من اهل الجغرافيا ممن صنفوا في اللغة العربية. وابواه يونانيان اسر في صباه واخذ الى بغداد فاشتراه تاجر وعلمه وهذبه ثم كلفه بالسياحات البعيدة في شؤون التجارة. ثم انفصل ياقوت سنة ٥٩١هـ ١١٩٤م عن مولاه ومن شدة فقره كان ينسخ الكتب بالاجرة ثم اخذ يتجر فيها مع مداومته على التأليف وحيث إن رحلاته السابقة شوقته الى العلم باشر سنة ٦١٠هـ ١٢١٣م سياحته العظمى في طاب المعارف ومازال يتغرب حتى وصل الى ما وراء النهر لكنه اقتصر عن زيارة المغول خوفا من غزوات المغول وذلك سنة ٦١٧هـ ١٢٢٠م. وفي اثناء هذه الرحلات في دور الاسلام الواقعة في عربي اسيا استعان مدة ثلاث سنين المكاتب العظيمة الموجودة يوم اذ في مدينة مرو واخذ منها معلومات كثيرة هدرجها فيما بعد في مصنفاته التي انجزها بعد رجوعه في مدينتي الموصل وحلب أي بين سنة ٦٢٠هـ ١٢٢٣م وسنة ٦٢٥هـ ١٢٢٧م وذلك بمساعدة الوزير السياسي والمؤرخ البارع ابن القفطي الذي سيذكر في اخر هذه الترجمة وتوفي ياقوت سنة ٦٢٧هـ ١٢٢٩م بالقرب من حاب. وطبع كتابه المسمى معجم البلدان في ٦ح في لايبسك من ١٨٦٦ الى ١٨٧٣م. وطبع كتابه المسمى المشترك وضعا والمفترق صقعًا في غوتنغن سنة ١٨٤٦م وكلاهما باعتناء العلامة الاماني ووستنفلد. ووجد الباحث ايثه سنة ١٨٨٩م في مكتبة اوكسفورد نسخة خط يد من كتاب ياقوت في تاريخ الآداب وتراجم المؤلفين المسمى معجم الادباء ولم تزل هذه النسخة غير مطبوعة ويا حبذا لو اهتم اهل الفضل بنشرها مطبوعة.
وحيث اننا ذكرنا مودة ابن القفطي لياقوت فلنذكر هنا ترجمة ذاك الامير المؤرخ وجاز تحشيتها بين اهل الجغرافية وان كان يعد بين المؤرخين وذلك الن مؤلفاته لم يطبع منها شيء فلا يعود يستدعينا الامر لذكره عندما نصل الى فقرة كتب التأريخ فإذا تقول: كان ابن القفطي صديق ياقوت الحموي. وهو جمال الدين ابو الحسن علي ابن يوسف بن القفطي المؤرخ ولد سنة ٥٦٨هـ ١١٧٢م واصله من عشيرة من اهل
1 / 57