ولإسقلبيوس أخبار شنيعة سائرة ذكرنا أقربها إلى العقل قال أفلاطون في كتابه المعروف بالنواميس أن إسقلبيوس كان مشتغلا في هيكل بالتقديس إذ تحاكم إليه رجل وامرأة في جنين كان في بطن المرأة قال إسقلبيوس للمرأة أنه كان زوجك في هيكل عبدة الشمس يدعو لك بالبقاء والسلامة وأنت قد واقعك غلام من بني فلان وستلدين بعد ثلاث خلفا مشوها فولدت له في صدره يدان ثم عطف على الرجل فقال يا هذا عقدت نكاح هذه المرأة على ما لا ينبغي فحصدت منها أكثر مما زرعت. وحكي عنه أنه أيضا أفلاطون في هذا الكتاب أن رجلا خبأ له مالا فقال يا نور الألباب ضاع لي مال فأثره لي فنهض معه إلى منزله فأثاره له ثم قال للرجل حقبق لمن يسخر بأنعم الله أن يسلبه إياها وسيذهب لك هذا المال ثو لا يعود وكان كذلك. وذكر بقراط أن عصا إسقلبيوس كانت من شجرة الخطمى معتدلة في الحر والبرد وكان يراعى في أموره الاعتدال فلم ير أن يتخذ عصا إلا من شجرة معتدلة وإنما صور حولها حية لأنها من بين جميع الحيوانات أطولها عمرا فجعل ذلك مثالا للعلم الذي لا يدثر ولا يبيد وله أخبار عند النصارى وفي كتبهم تجري مجرى الأسمار لا يلامسها العقل فأضربت عن ذكرها. واعلم وفقك الله أن الكلام في أولية الطب ومن أحدثه وفي أي زمن وجد عسر جدا وذلك أن الذين يقولون يقدم العالم يقولون أن الطب قديم بقدم العالم لأن الطب ملازم للإنسان في حالة وجوده والإنسان قديم فالطب قديم. والفرقة الأخرى التي تعتقد حدوث الأجسام تقول الطب محدث لأن الأجسام التي يستعمل فيها الطب محدثة وأصحاب الحدوث ينقسمون في القول فالقسم الواحد يقول أن الطب خلق مع الإنسان إذ كان من الأشياء التي بها صلاحه وبعضهم يقول أن الطب خلق بعد خلق الإنسان فأما سقلبيوس هذا فليس حديثه إلا على سبيل السمر هذا مع إجماع الأطباء على أنه أول من استخرج الطب واستنبطه وقالوا جاءه الطب على سبيل الوحي فأما حصر زمانه وزمان من جاء بعده فقد ذكروا من عدة السنين مما بينه وبين جالينوس ما يزيد على خمسة آلاف سنة فهذا يدل على أنه كان قبل الطوفان وكل ما هو قبل الطوفان لا تعلم حقيقته لعدم المخبر به على الوجه ومن ادعى النسبة إليه مثل ما قيل في بقراط أنه من نسله فهو كلام لا يصح لأن الإجماع من الجمهور واقع على أن نسل آدم انقطع إلا من نسل أولاد نوح الثلاثة وهم سام وحام ويالث فلا يصح اتصال ينسب إلى إسقلبيوس الأول والله أعلم.. وذكر يحيى النحوي أول من أظهر على ما تناهى إلينا في الكتب المكتوبة والأحاديث المشهورة من العلماء بذلك الثقات هو إسقلبيوس الأول وهو الذي استخرج الطب بالتجربة ومن إسقلبيوس إلى جالينوس خاتم الطباء من الأطباء ثمانية وهم إسقلبيوس الأول وغورس وميلس وبرماغيذس وأفلاطون الطبيب وإسقلبيوس الثاني وبقراط وجالينوس ومدة ما بين ظهور أولهم وإلى وفاة أخرهم خمسة آلاف وخمسمائة وستون سنة منها الفترات بين كل واحد من هؤلاء الأطباء الثمانية منذ وقت وفاته بموجب ما فضل يكون خمسة آلاف وإحدى عشر سنة وإلى ظهور الآخر أربعة آلاف وثمانمائة وتسع وثمانون سنة من ذلك منذ وقت وفاة إسقلبيوس الأول وإلى ظهور غورس ثمانمائة وست وخمسون سنة ومنذ وقت وفاة غورس وإلى ظهور ميلس خمسمائة وستون سنة ومنذ وقت وفاة ميلس وإلى ظهور برمانيذس سبعمائة وخمس عشر سنة ومنذ وقت وفاة برمانيذس وإلى ظهور أفلاطون سبعمائة وخمس وثلاثون سنة ومنذ وقت وفاة أفلاطون وإلى ظهور إسقلبيوس الثاني ألف وأربعمائة وعشرون سنة ومنذ وقت وفاة إسقلبيوس الثاني وإلى ظهور بقراط ستون سنة ومنذ وقت وفاة بقراط وإلى ظهور جالينوس ستمائة وخمس وستون سنة ومنها ما عاش كل واحد من هؤلاء الأطباء الثمانية منذ وقت مولده وإلى وقت وفاته ستمائة وثلاث عشرة سنة من ذلك إسقلبيوس الأول عاش تسعين سنة صبي وفتى وقبل أن تفتح له القوة الإلهية خمسين سنة عالم معلم ثلاثين سنة ميلس عاش أربعا وثمانين سنة صبي ومتعلم أربعا وستين سنة عالم معلم عشرين سنة برمانيذس عاش أربعين سنة صبي ومتعلم خمسا وعشرين سنة عالم معلم خمس عشرة سنة أفلاطون عاش ستين سنة صبي ومتعلم أربعين سنة عالم معلم عشرين سنة إسقلبيوس الثاني عاش مائة وعشر سنين صبي ومتعلم خمس عشرة سنة عالم متعلم تسعين سنة عطل خمس سنين بقراط عاش خمسا وتسعين سنة صبي ومتعلم ست عشرة سنة عالم معلم تسعا وسبعين سنة جالينوس عاش سبعا وثمانين سنة صبي ومتعلم ست عشرة سنة عالم معلم إحدى وسبعين سنة ولكل واحد من هؤلاء الأطباء الأصول من علموه هذه الصناعة وخلفوه بعدهم لثبات ذكرهم من الأولاد والتلاميذ من بين العصبة والكلالة إذ كانت بينهم العهود والمواثيق ألا يعلموا هذه الصناعة غريبا على رسم إسقلبيوس الأول وخلف إسقلبيوس من التلاميذ من بين ولد وقرابة ستة وهم ماغينوس وسقراطون وأخروسيوس الطبيب ومهراريس المكذب عليه والمزور نفسه في الكتب أنه لحق سليمان بن داود وبينهما ألوف سنين وصور بذوس وميساوس وكان كل واحد من هؤلاء يتاحل رأي أستاذه إسقلبيوس وهو رأى التجربة إذ كان الطب خرج له بالتجربة وقال جالينوس في صورة إسقلبيوس التي يجدونها في هياكلهم أنه صورة رجل ملتحي متزين بجمة ذات ذوائب قال وإذا تأملته وجدته قائما مشمرا مجموع الثياب فيدل هذا الشكل على أنه ينبغي للأطباء أن يتفلسفوا في جميع الأوقات قال وثري الأعضاء منه التي يستحي من تكشفها مستورة والأعضاء التي تحتاج إلى استعمال الصناعة بها معراة مكشوفة قال ويصور آخذ بيده عصا معوجة ذات شعب من شجرة الخطمى فيدل بذلك على أنه يمكن في صناعة الطب ان يبلغ من استعملها من السن أن يحتاج إلى عصا يتكئ عليها وبالعصا أيضا ينبه النيام وأما تصويرهم تلك العصا من شجرة الخطمى فلأنه يطرد بها وينفي كل مرض وقال حنين ابن إسحاق نبات الخطمى لما كان دواه يسخن إسخانا معتدلا تهيأ فيه أن يكون علاجا كثير المنافع إنما إذا استعمل مفردا وحده وإذا خلط بما هو أسخن منه أو أبرد ولهذا تجد اسمه في اللسان اليوناني مشتقا من اسم العلاجات وذلك بأنهم يدلون بهذا الاسم على أن الخطمى فيه منافع كثيرة قال جالينوس أما اعوجاجها وكثرة شعبها فيدل على كثرة الأصناف والتفنن الموجود في صناعة الطب ولست تجدهم أيضا تركوا هذه العصا بغير زينة ولا تهيئة لكنهم صوروا عليها صورة حيوان طويل الشعر يلتف عليها وهو التنين ويقرب هذا الحيوان من إسقلبيوس لأسباب كثيرة أحدها أنه حيوان حاد النظر كثير السهر لا ينام في وقت من الأوقات وقد ينبغي لمن قصد تعلم صناعة الطب أن لا يتشاغل عنها بالنوم ويكون في غاية الذكاء ليمكنه أن يتقدم فينذر بما هو حاضر وبما من شأنه أن يحدث وقالوا هذا الحيوان أعني التنين طويل العمر جدا حتى أن حياته يقال أنها الدهر كله وقد يمكن في المستعملين لصناعة الطب أن تطول أعمارهم قال وإذا صور إسقلبيوس جعل على رأسه إكليل يتخذ من شجرة الغار لأن من شأن هذه الشجرة أن تذهب بالحزن ولهذا تجد هرمس إذا سمى المهيب كليل بمثل هذا الإكليل ولذلك ينبغي للأطباء أن يصرفوا عنهم الحزان لأن إسقلبيوس كلل بإكليل يذهب بالحزن ولأن الشجرة هذه أيضا فيها قوة تشفي الأمراض من ذلك أنك تجدها إذا ألقيت في موضع هربت من ذلك الموضع الهوام وذوات السموم.لأعضاء التي تحتاج إلى استعمال الصناعة بها معراة مكشوفة قال ويصور آخذ بيده عصا معوجة ذات شعب من شجرة الخطمى فيدل بذلك على أنه يمكن في صناعة الطب ان يبلغ من استعملها من السن أن يحتاج إلى عصا يتكئ عليها وبالعصا أيضا ينبه النيام وأما تصويرهم تلك العصا من شجرة الخطمى فلأنه يطرد بها وينفي كل مرض وقال حنين ابن إسحاق نبات الخطمى لما كان دواه يسخن إسخانا معتدلا تهيأ فيه أن يكون علاجا كثير المنافع إنما إذا استعمل مفردا وحده وإذا خلط بما هو أسخن منه أو أبرد ولهذا تجد اسمه في اللسان اليوناني مشتقا من اسم العلاجات وذلك بأنهم يدلون بهذا الاسم على أن الخطمى فيه منافع كثيرة قال جالينوس أما اعوجاجها وكثرة شعبها فيدل على كثرة الأصناف والتفنن الموجود في صناعة الطب ولست تجدهم أيضا تركوا هذه العصا بغير زينة ولا تهيئة لكنهم صوروا عليها صورة حيوان طويل الشعر يلتف عليها وهو التنين ويقرب هذا الحيوان من إسقلبيوس لأسباب كثيرة أحدها أنه حيوان حاد النظر كثير السهر لا ينام في وقت من الأوقات وقد ينبغي لمن قصد تعلم صناعة الطب أن لا يتشاغل عنها بالنوم ويكون في غاية الذكاء ليمكنه أن يتقدم فينذر بما هو حاضر وبما من شأنه أن يحدث وقالوا هذا الحيوان أعني التنين طويل العمر جدا حتى أن حياته يقال أنها الدهر كله وقد يمكن في المستعملين لصناعة الطب أن تطول أعمارهم قال وإذا صور إسقلبيوس جعل على رأسه إكليل يتخذ من شجرة الغار لأن من شأن هذه الشجرة أن تذهب بالحزن ولهذا تجد هرمس إذا سمى المهيب كليل بمثل هذا الإكليل ولذلك ينبغي للأطباء أن يصرفوا عنهم الحزان لأن إسقلبيوس كلل بإكليل يذهب بالحزن ولأن الشجرة هذه أيضا فيها قوة تشفي الأمراض من ذلك أنك تجدها إذا ألقيت في موضع هربت من ذلك الموضع الهوام وذوات السموم. أبيذقليس حكيم كبير من حكماء يونان وهو أول الحكماء الخمسة المعروفين بأساطين الحكمة وأقدمهم زمانا والخمسة هم أبيذقليس هذا ثم فيثاغورس ثم سقراط ثم أفلاطون ثم ارسطوطاليس بن نيقوماخس الغبثاغوري الجهراسني فهؤلاء الخمسة هم المجمع على استحقاقهم اسم الحكمة عند اليونانيين ولغة اليونانيين ولغة اليونانيين تسمى الإغريقية وهي من أوسع اللغات وأجلها وكانت رامة اليونانيين صابئة يعظمون الكواكب ويدينون بعبادة الأصنام وعلماؤهم يسمون فلاسفة وأحدهم فيلسوف وهو اسم معناه باللغة العربية محب الحكمة وفلاسفة اليونانيين من أرفع الناس طبقة وأجل أهل العلم منزلة لما ظهر منهم من الاعتناء الصحيح بفنون الحكمة من العلوم الرياضية والمنطقية والمعارف الطبيعية والإلهية والسياسات المنزلية والمدنية.. فأما أبيذقليس هذا لكان في زمن داود النبي عليه السلام على ما ذكره العلماء بتواريخ الأمم وقيل أنه أخذ الحكمة عن لقمان الحكيم بالشام ثم انصرف إلى بلاد اليونانيين فتكلم في خلقة العالم بأشياء تقدح ظواهرها في أمر المعاد فهجره بعضهم وله تصنيف في ذلك رأيته في كتب الشيخ أبي الفتح نصر ابن إبراهيم المقدسي التي وقفها على البيت المقدس الشريف وأرسطوطاليس عليه كلام وردود ومن الفرقة الباطنية من يقول برأيه وينتمي في ذلك إلى مذهبه ويزعمون أن له رموزا قلما يوقف عليها وهي في غالب الظن إيهامات منهم فاتنا ما رأينا شيئا منها والكتاب الذي رأيته ليس فيه شيء مما زعموه. ومن المشتهرين في الملة الإسلامية بالانتماء إلى مذهبه محمد بن عبد الله الجبلي الباطني من أهل قرطبة كان كلاما بفلاسفته ملازما لدراستها وهو محمد بن عبد الله بن ميسرة بن تجبح القرطبي أبو عبد الله سمع من أبيه ومن ابن وضاح والخشني وخرج إلى المشرق فارا لما اتهم بالزندقة لإكثاره من النظر في فلسفة أبيذقليس ولهجه بها وتردد في المشرق مدة واشتغل بملاحاة أهل الجدل وأصحاب الكلام والمعتزلة ثم عاد إلى الأندلس وأظهر النسك والورع واغتر الناس بظاهره واختلفوا إليه وسمعوا منه ثم ظهروا على معتقده وقبح مذهبه فانقبض عنه بعض ولازمه ودانوا بنحلته وكان له لسان خلوب يتوصل به إلى مراده وكان مولده ليلة الثلاثاء لسبع مضين من شعبان سنة تسع وستين ومائتين وتوفي يوم الأربعاء لأربع خلون من شوال سنة تسع عشرة وستمائة وهو ابن خمسين سنة وثلاثة أشهر والمشتهر من أمر أبيذقليس أنه أول من ذهب إلى الجمع بين معاني صفات الله تعالى وأنها كلها تؤدي إلى شيء واحد وأنه إن وصف بالعلم والجود والقدرة فليس هو ذا معان متميزة تختص بهذه الأسماء المختلفة بل هو الواحد بالحقيقة الذي لا يتكثر بوجه ما أصلا بخلاف سائر الموجودات فإن الوحدانيات العالمية معرضة للتكثر إما بأجزائها وإما بمعانيها وإما بنظائرها وذات الباري سبحانه وتعالى متعالية عن هذا كله إلى هذا المذهب في الصفات ذهب أبو الهذيل محمد بن الهذيل العلاف البصري أفلاطون بن أرسطون أحد أساطين الحكمة الخمسة من يونان كبير القدر فيهم مقبول القول بليغ في مقاصده أخذ عن فيثاغورس اليوناني وشارك سقراط في الأخذ عنه ولم يشتهر ذكره بين علماء يونان إلا بعد موت سقراط وكان أفلاطون شريف النسب في بيوت يونان من بيت علم واحتوى على جميع فنون الطبيعة وصنف كتبا كثيرة مشهورة في فنون الحكمة وذهب فيها إلى الرمز والإغلاق واشتهر جماعة من تلاميذه المتخرجين عليه وسادوا بانتسابهم إليه وكان يعلم الطالبين الفلسفة وهو ماش وسمى الناس فرقته المشائين وفوض في آخر عمره المفاوضة والتعليم والتدريس إلى أرشد أصحابه وانقطع إلى العبادة والاعتزال وعاش ثمانين سنة وكان أفلاطون في قديم يميل إلى الشعر وأخذ منه بخط متوفر ثم حضر مجلس سقراط فرآه يذم الشعر وأهله ويقول هي خيالات تشعر بالخلائق لا على الحقيقة وطلب الحقائق أولي فتركه عند ذلك أفلاطون ثم انتقل إلى قول فيثاغورس في الأشياء المعقولة ويقال أنه عاش إحدى وثمانين سنة وعنه أخذ أرسطوطاليس وخلفه بعد موته وقال إسحاق أنه أخذ عن سقراط وتوفي أفلاطون في السنة التي ولد فيها الإسكندر وعي السنة الثالثة عشر من ملك الأوخس وكان ملك مقدونية في ذلك الوقت فلبس وهو أبو الإسكندر. وقد ذكر ثاؤن ما صنفه أفلاطون من الكتب ورتبه وهو كتاب السياسة فسره حنين بن إسحاق في كتاب النواميس ثقله حنين ويحيى بن عدي وكان يسمي كتبا بأسماء الرجال الطالبين لها وهي في فنون متعددة منها. كتاب الجنس في الفلسفة. كتاب لاخس في الشجاعة. كتاب أرسطوطاليس في الفلسفة. كتاب خرميذس في العفة. كتابان سماهما الفيناذس في الجميل. كتاب أوثوذيمس في الحكمة. كتابان سماهما اقتاه. كتاب غورجياس. كتاب أوتوفرن. كتاب أسين. كتاب فاذن. كتاب قريطن. كتاب ثالطلطس. كتاب قيلوطوقن. كتاب قراطولس. كتاب سوفسطس. كتاب طيماؤس أصلحه يحيى بن عدي. كتاب فرمانيذس. كتاب فدرس. كتاب ماثن. كتاب مينس. كتاب أبرخيس. كتاب مانكسانس. كتاب أطليطغرس. كتاب طيماؤس ثلاث مقالات. كتاب المناسبات. كتاب التوحيد. كتاب في العقل والنفس والجوهر والعرض. كتاب الحس واللذة. كتاب مسطسطس. كتاب تأديب الأحداث كتاب أصول الهندسة وله رسائل موجودة. وقال ثاؤن أفلاطون يرتب كتبه في القراءة وهو أن يجعل كل مرتبة أربعة كتب يسمي ذلك رابوعا وعرف أفلاطون وشهر في زمن أرطخشاشت من ملوك الفرس وهو المعروف بالطويل اليد وهو يشتاسف الملك الذي خرج إليه زرداشت واله أعلم. وقال ثاؤن أن أفلاطون بن أرسطون بن أرسطوقليس من أهل أثنيس وكانت أمه فاريقطيوني ابنة غلوقون وكان من كلا الوالدين شريف الآباء وأمه هذه المذكورة من نسل سولن الذي وضع نواميس لأهل أثينس ورد عليهم مدينة سلمينا التي انتزعها منهم أهل ماغارا وكان لسولون أخ يقال له ذرونيذس يذكره أفلاطون كثيرا في شعره وكان لذرونيذس ابن يقال له أقريطس وقد ذكره أفلاطون في كتاب طيماؤس وابن أقريطس فلسخروس وابن المسخوري غلوقن وابن غلوقن خرميذس وأخت خرميذس فاريقطيوني وتسمى أيضا يقطعوني وأفلاطون ابنها فأفلاطون سادس من سولن وأما جنس أبيه أرسطون فإنه ينتهي في النسب إلى قودرس بن مالنتوس المنتسب إلى فيسذون وكان مالنتوس جده شجاعا مقداما ذا رأي وخديعة ولما حارب أهل بواطيا أهل اثينس لفساد جرى بينهم ودامت الحرب فيما بينهم وقتل المقاتلة فيما بين الفريقين مل كل وتحد منهم ما هو فيه وكان المستولي يومئذ على ملك بواطيا اقسانتس وعلى اثينتس أوموطي فطلب اقسانتس مبارزة أوموطي فذل ولم يبارزه وجبن عن ذلك فخرج مالنتوس حدثنا أفلاطون من اثينس وقال أنا أبلوزه على شرط أن غلبته ملكت فرضي أوطوي بذلك اقسالتس ملك بواطيا وبارزه مالنتوس بعد أفلاطون فلما تقاربا قال له مالنتوس انطلق ثم عد إلي فلها حول اقسانتس وجهه ضربه مالنتوس من خلفه خدعة فقتله ومن ذلك الوقت عمل ذلك اليوم عيدا عند أهل اثينتس وسمى عيد الخدعة وكان يسمى في ذلك الوقت باليونانية أبا طينوريا والآن يسمى أباطوريا وكان هذا الأمر سبب هذا العيد وابنه قودرس سلم نفسه إلى العدو ليخلص أهل مدينته ورضي بأن يلبس لباسا رثا وأم يموت دونهم. ويونان يبالغون في أفلاطون ويعظمونه ويقولون كان مولده إلهيا وكان طالعه طالعا جليلا ويحكون في ذلك حكايات هي بالأسمار أشبه فأضربت عن ذكرها وقالوا أنه لما عزم على ترك الشعر الذي كان يعانيه ويبالغ في تعلمه عندما سمع عن سقراط ما سمعه في أمره عزم على المضي إلى سقراط والأخذ عنه فلسفة فيثاغورس وذد كان شاركه فيها على فيثاغورس إلا أنه لم يبالغ فيها لاشتغاله بالشعر وأن سقراط رأى في المنام كأن رخ كركي قاعد على حجره وأنه زغب وطلع ريشه للوقب فطار نحو السماء وهو يصوت بصوت إلهي مطرب جميع الناس فلما جاءه أفلاطون للتعلم تأوله ذلك الطائر وأن صوته وكلامه سيشغل الناس بهما عن غيرهما وقد قيل أنه في أول أمره اشتغل بالشعر إلى أن بلغ فيه الغاية وصنف وسمع كلام فيثاغورس وهو ابن دون العشرين سنة ووضع كتبا في الألحان ثم بعد ذلك أراد الفلسفة فمشى إلى أصحاب أراقليطوس وكانت لهم طريقة في الفلسفة وهي اليوم مجهولة فسمع منهم وتحقق أن طريقتهم في الحكمة يتعين عليها الرد وأراد أن يجاهد نفسه في طلب الفلسفة الحقيقية فقصد سقراط لأن فيثاغورس كان قد مات وتصدر بعده سقراط فصادف سقراط وهو يخطب الجماعة المجتمعة إليه وكان قد جمعهم إليه ذبونوسيوس فلما سمع كلامه حرص كل الحرص على طلب الحكمة الفيثاغورية وترك ما كان عليه وأحرف كتب الشعر والأحاديث وأنشأ يقول:
صفحة ١٣