إيجاز التعريف في علم التصريف

ابن مالك ت. 672 هجري
173

إيجاز التعريف في علم التصريف

محقق

محمد المهدي عبد الحي عمار سالم

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٢هـ/ ٢٠٠٢م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

ولَمَّا كان من مواقع ذي الياء الأمر نحو قولك: لِيَعُدْ فلانٌ فلانًا حُمِلَ عليه الموضوع للأمر لتوافقهما معنىٍ ووزنًا نحو قولك: عِدْ فُلانًا١، ولولا الحمل على المضارع لقيل: " أيْعِدْ ". ولما أعلَّ المضارع والأمر بالإعلال المذكور حمل عليهما المصدر المكسور الفاء الساكن العين فحذفت فاؤه وحركت العين بحركتها ولزم آخره هاء التأنيث عوضًا من " الفاء "٢ المحذوفة وذلك نحو: زِنَةٍ وعِدَةٍ، وكانا في الأصل: وِزْنًا ووِعْدًا٣، ثُمَّ فعل بهما ما ذكر؛ لأنَّ المصدر يصح لصحة فعله، ويعتل لاعتلاله. وربما فُعِلَ ذلك بالمفتوح الفاء نحو: سَعَةٍ وَدَعَةٍ٤، وقد ألحق الياء بالواو في هذا الإعلال من قال في "يَيْئِس ": "يَئِس٥ فلو توسطت الواو المذكورة بين الياء والكسرة في اسم مرتجل لم تحذف كِيَوْعِيد، وهو مثال يَقْطِين٦ من الوعد.

١ ينظر كتاب في التصريف لعبد القاهر ص ٥٠، وتنظر المراجع السابقة. ٢ في ب: " من الهاء " وهو تحريف. ٣ تنظر المراجع السابقة في الحاشية (١) ص ١٩١ ٤ قال في الكافية الشافية (شرحها) ٤/٢٢٦٤: وقل مع فتح ومع ضم ندر ك " سَعَة "و" صُلَة " فادر الصور ٥ ينظر شرح الشافية للرضي ١/١٣٢ فقد جاء فيه: "وإنَّما لم تحذف الياء في نحو: يَيْئِس، ويَيْسِر، إذ هو أخف من الواو، على أنَّ بعض العرب يجري الياء مجرى الواو في الحذف وهو قليل فيقول: يَسَر يَسِر، ويَئِس يَئِس بحذف الياء ". ٦ اليقطين: نبت قيل إنَّه هو الدباء. وينظر في هذه المسألة المساعد ٤/١٨٩.

فصل [من مواضع حذف الهمزة] من الحذف المطرد حذف همزة أفعل من المضارع واسم الفاعل واسم

1 / 193