. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
= رسول الله ﷺ: "خذوا القرآن من أربعة: من عبدِ الله بن مسعود، ومعاذِ بن جبل، وأُبَيِّ بن كعب، وسالم مولى أبي حُذَيفة".
وقد أسلم معاذ أبو عبد الرحمن ﵁ بالمدينة في السنة الثالثة من الهجرة، وكان عُمُره يوم أسلم ثمانَ عشرة سنة. وخَلَّفَهُ رسولُ الله ﷺ بمكة حين توجَّه إلى حُنَين، في السنة الثامنة يُفقِّهُ أهلَ مكّة ويُعلِّمُهم السُّنَن ويقرئهم القرآن. كما في "طبقات ابن سعد" ٢: ١٣٧، ٣٤٨.
وكان معاذ ﵁ شابًا أبيض، وَضِيءَ الوجه، بَزَاقَ الثَّنايا، أكحلَ العينين، جميلًا وسيمًا سمحًا، من خير شباب قومه، يأخذُ بألباب سامعيه ومشاهديه إذا تحدِّث. كما في ترجمته في "الإصابة" ٣: ٤٢٧.
وجاء في "مجمع الزوائد" للحافظ الهيثمي في كتاب العلم، في (باب أخذ كل علم عن أهله) ١: ١٣٥ "عن ابن عباس قال: خطب عمر بن الخطاب الناس بالجابية وقال: يا أيها الناس من أراد أن يَسأل عن القرآن فليأت أُبَيَّ بن كعب، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأتِ زيد بن ثابت، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن أراد أن يسأل عن المالِ فليأتني، فإن الله جعلني له واليًا وقاسِمًا. رواه الطبراني في الأوسط، وفيه داود بن الحصين، لم أر من ذكره". انتهى. وذَكَرَ طرفًا منه ابنُ سعد في (الطبقات) في ترجمة معاذ ٢: ٣٤٨.
وروى الترمذي في "سننه" ١٣: ٢٠٥ وابن حبان في "صحيحه" عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "نِعْمَ الرجلُ معاذُ بن جبل". وروى ابن سعد أيضًا ٢: ٣٤٧ عن محمد بن كعب القُرَظي قال: قال رسول الله ﷺ: "يأتي معاذُ بنُ جبل يوم القيامة أمامَ العلماء برَتْوة". والرَّتْوَةُ مسافةُ رميةِ السهم، والمرادُ بها هنا بيان تقدم منزلته على العلماء.
قال الجاحظ في كتاب "البُرْصَان والعُرْجَان" ص ٣٣٧ - ٣٣٨ من طبعة بغداد: "ومن العُرجان: مُعاذ بن جبل، وكان مُعاذٌ أُمَّةً، وكان يُشبِهُ إبراهيمَ خليلَ الرحمن، ولم يكن في السلف أحسَنُ جُردةً - أي أجمَلُ جسمًا إذا تجرَّد من ثيابه - ولا أنعَمُ بَدَنًا =
1 / 48