307

الإيضاح في القراءات

تصانيف

... ومن أجل ذلك أيضا فقد ألحق بالقراء العشرة اختيار أبي عبيد واختيار أبي حاتم دعاه الى ذلك ما وجده من حسن هذين الوجهين فقراءة أبي عبيد عنده " قراءة أكثرها من الامة أهلا واعربها في كلام العرب لغة،وأصحها في تأويل معنى ... واجتمع على ذلك الاختيار كثير من العوام في كثير من أمصار المسلمين "(2) ، وأما اختيار أبي حاتم فقد كان -كما يقول - " اختيارا حسنا اتبع منه الأثر والنظر ، وما صح عنده في الخبر عن النبي - صلى الله عليه -وعن أصحابه والتابعين - رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين"(3) .

(1) الإيضاح 77ظ.

(2) ينظر : المصدر نفسه 92و.

(3) ينظر : المصدر نفسه 92ظ.

الأصوات :

وقف الأندرابي كثيرا عند الأصوات اللغوية وكان هدفه من ذلك أن يعرف القارئ حق كل حرف عند النطق به ، فلا يلحن في قراءة القرآن ، وقد درس الأصوات في حالتي الإفراد والتركيب .

... ففي حالة الإفراد ذكر الأندرابي مخارج الحروف بادئا بتعريفها ثم تقسيمها متابعا في ذلك ما عليه جمهور العلماء من كونها ستة عشر مخرجا ناقلا في ذلك أقوال العلماء في ذلك ، شارحا مواضع مخارج الحروف (1) .

... ثم وقف عند صفات هذه الحروف من الجهر والهمس والشدة ، والرخاوة ، والإطباق ، والانفتاح ، والاستعلاء ، والصفير ، والمد واللين ، والغنة ، والتفشي ، والقلقلة ، والاستطالة ، والتكرار والانحراف (2) ، ثم شرح كل مصطلح من هذه المصطلحات وصنف الحروف عليها ، وقد كانت له مصطلحات متميزة وتعليلات مفيدة كتسمية حروف المد حروفا ذائبة إذ قال : (( والحروف الذائبة ثلاثة : الياء المكسور ما قبلها ، والواو المضموم ما قبله ، والألف ولا يجيء مفتوحا ما قبله ، وهذه الحروف حروف مد اللين ، سميت بذلك لأنها تذوب وتلين وتمتد ، وماعداها جامد ، لأنه لا يلين ولا يذوب ولا يمتد)).

صفحة ٣١٣