ذكر الأذان بحي على خير العمل [1]
قد ذكرت في هذا الباب الماضي بدء الأذان وكيف علمه النبي (صلع) ، والذي جاء فيه من لفظ الأذان في رواية واحدة وإن اختلفت أسانيدها ، ولم يذكر فيها «حي على خير العمل» ولا أظن والله أعلم أن ذلك ترك من الرواية إلا لمثل ما قدمت ذكره في كتاب الطهارات من الوجوه التي من أجلها اختلفت الرواة عن أهل البيت (صلع) [2] ، فإن لم يكن ذلك فقد ثبت أنه اذن بها على عهد رسول الله صلى الله عليه وآلهحتى توفاه الله تعالى ، وأن عمر أقطعه ، وقد يزيد الله في فرائض دينه بكتابه وعلى لسان نبيه ما شاء لا شريك له . وأنا ذاكر ما جاءت به الرواية من الأذان بحي على خير العمل . في كتب أبي الحسين علي بن فرسند [ورسند؟] روايته عن أحمد ، عن الحسين ، عن لؤلؤ ، عن بشر ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال : «أسقط عمر من الأذان : حي على خير العمل ، فنهاه علي فلم ينته» . وفي كتب / 84 / أبي عبد الله محمد بن سلام بن سيار الكوفي ، عن أبي عبد الله [أحمد بن عيسى بن زيد] ، عن محمد بن بكر ، عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر يقول : «كان علي بن الحسين إذا قال : حي على الفلاح ، قال : حي على خير العمل قال : وكانت في الأذان فأمرهم عمر أن يكفوا عنها مخافة أن يتثبط الناس عن الجهاد ويتكلوا على الصلاة» . [3] وفي الكتب الجعفرية من رواية أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي ، عن أبي الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، أن علي بن الحسين كان يؤذن ، فإذا بلغ «حي على الصلاة ، حي على الفلاح» ، قال : «حي على خير العمل» ويقول : «هذا الأذان الأول» .
صفحة ١٠٨