وإنه يضع السموات على أصبع والأرضين على أصبع١، ونقول بتصديق حديث المعراج٢ وبصحيح مافيه من الروايات وندين أن الله مقلب القلوب.٣ وما أشبه هذه الأحاديث جميعها كما جاءت بها الرواية من غير كشف عن تأويلها، وأن نمرها كما جاءت.
وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ونقول: إن الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ [الفجر:٢٢] وإن الله يقرب من عباده كيف يشاء لقوله تعالى ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق:١٦] وقوله: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى*فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ [النجم:٨-٩] وأشباه ذلك من آيات الصفات، ولا نتأولها ولا نكشف عنها بل نكف عن ذلك كما كف عنه السلف الصالح.
ونؤمن بأن الله على عرشه كما أخبر في كتابه العزيز ولا نقول هو في كل مكان، بل هو في السماء، وعلمه في كل مكان لايخلو منه مكان كما قال: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ﴾ [الملك:١٦] وكما قال: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر:١١] .
وكما جاء في حديث الإسراء إلى السماء السابعة:" ثم دنا من ربه ".
وكما في حديث سوداء أريدت أن تعتق، فقال لها النبي ﷺ:" أين ربك؟ " فقالت: في السماء فقال:" اعتقها فإنها مؤمنة "٤.
وأمثال ذلك كثير في الكتاب والسنة، نؤمن بذلك ولا نجحد شيئًا من ذلك.
_________
١ رواه البخاري (٤٨١١) ومسلم (٢٧٨٦) .
٢ رواه البخاري (٧٥١٧) ومسلم (١٦٢) .
٣ رواه البخاري (٦٦١٧) .
٤ رواه مسلم (٥٣٧) .
1 / 68