........................................................................ .................
ومن أهميتها أيضا أنه لا بد لصلاح المسلمين من رأس، كما يقول شيخ الإسلام -رحمة الله عليه - يقود الأمة:
" يجب أن يعرف أن ولاية الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع؛ لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم {إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم}، رواه أبو داود، من حديث أبي سعيد وأبي هريرة. وروى الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو، أن النبي قال: {لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم} فأوجب صلى الله عليه وسلم تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر، تنبيها على سائر أنواع الاجتماع، ولأن الله - تعالى - أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة. وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد، والعدل، وإقامة الحج والجمع، والأعياد، ونصر المظلوم، وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة، والإمارة، ولهذا روي: {أن السلطان ظل الله في الأرض} ويقال: " ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة بلا سلطان " (¬1).
فلذا وجب إقامة الأئمة، والخلفاء، ومعرفة من أحق الناس بذلك، وفي هذه المسألة أصول مهمة نجملها كالتالي:
1 - الأصل الأول: -
يجب على كل مسلم حب الصحابة، وتوليهم، ومعرفة فضلهم، خصوصا أفضلهم أبا بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم باقي العشرة المباشرين بالجنة، وأهل بدر، وأهل بيعة الرضوان.
ومن أنفق من قبل الفتح وقاتل، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وكذا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم والإيمان، وأنهن أزواجه في الجنة، وحب آل البيت، كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم، والحذر كل الحذر ممن سب الصحابة، أو قال: إنهم ارتدوا إلا ستة كما يقول الشيعة، وكما يقول الخميني الهالك قبحه لله: -
صفحة ٢٣