إعجاز القرآن للباقلاني

أبو بكر الباقلاني ت. 403 هجري
177

إعجاز القرآن للباقلاني

محقق

السيد أحمد صقر

الناشر

دار المعارف

رقم الإصدار

الخامسة

سنة النشر

١٩٩٧م

مكان النشر

مصر

ومن ذلك قول أبي تمام: يمدُّون من أيدٍ عواصٍ عواصمٍ * تصول بأسيافٍ قواضٍ قواضبُ (١) وأبو نواس يقصد في مصراعي مقدمات شعره هذا الباب (٢)، كقوله: ألا دارِها بالماء حتى تلينَها * فلن تُكرِمَ الصهباءَ حتى تهينَها وكذلك قوله: ديارُ نوارٍ ما ديارُ نوارِ * كسونك شجوًا هُن منه عَوَارِ (٣) وكقول ابن المعتز: سأثنى على عهد المطيرة والقصر * وأدعو لها بالساكنين وبالقطر (٤) / وكقوله أيضا: هي الدارُ إلا أنها منهم قَفْرُ * وأني بها ثاوٍ وأنهمُ سَفْرُ (٥) / وكقوله: للأماني حديثٌ [قد] يقر * ويسوء الدهر من قد يَسرُّ (٦) وكقول المتنبي: وقد أراني الشبابُ الروحَ في بدني * وقد أرانى المشيب الروح في بدلى (٧) وقد قيل: إن من هذا القبيل قوله ﷿: (خلق الانسان من عجل سأريكم آيَاتي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ) (٨)، وقوله: (قُلِ اللَّهِ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِيني فَاعْبدُواْ مَا شِئْتُم مِنْ دونه) (٩) . * * * ويعدون من البديع " المقابلة "، وهي أن يوفق بين معان ونظائرها والمضاد بضده، وذلك مثل قول النابغة الجعدى:

(١) ديوانه ص ٤٢ والصناعتين ٢٦١ (٢) م: " هذا الباب كله " (٣) ديوانه ٧٢ (٤) ديوانه ٣٥ (٥) ديوانه ص ٤٢ (٦) م " حديث يعز " ديوانه ٤٤ " قد يغر ويسر الدهر " (٧) ديوانه ٢ / ٦٦ " يقول: إنه إنما كان حيا حين كان شابا، فلما شاب صار كأنه قد مات وانتقل روحه إلى غيره. والبدل في هذا البيت: الولد ". (٨) سورة الانبياء: ٣٧ (٩) سورة الزمر: ١٤، ١٥ (*)

1 / 87