إبراهيم أبو الأنبياء

عباس محمود العقاد ت. 1383 هجري
61

إبراهيم أبو الأنبياء

تصانيف

ومن سورة الأنعام عن دين إبراهيم والإسلام: (161):

قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين .

ومن سورة آل عمران عن دين إبراهيم والإسلام وسائر الأديان: (65-68):

يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون * ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون * ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين * إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين .

هذه جملة الآيات التي جاء بها القرآن الكريم مطولة في سيرة إبراهيم، أو مشيرة إلى دعوته وما فيها من سابقة للدعوة الإسلامية، ولا حاجة بمن يكتب عن الدعوة الإسلامية إلى إبراز جانب منها لإثبات الانتقال من العقيدة المحصورة في عصبية خاصة إلى العقيدة التي تعم كل أمة، وتخاطب كل ملة، فهذه المساواة بين الأمم هي صبغة الإسلام في كل جانب من جوانب دعوته من مبدئها إلى ختامها.

أما أخبار إبراهيم في القرآن، فمنها ما تقدم في التوراة والمشنا، ومنها ما انفرد به القرآن، ومداره على أمرين:

أحدهما:

خاص بالوقائع، وهو قيام إبراهيم وإسماعيل إلى جوار البيت الحرام.

والآخر:

خاص بالنظرة الدينية، وهو على جانب عظيم من الدلالة في هذا المقصد؛ لأنه يبين الفارق بين التجسيم والتنزيه في العبادة على مدى الزمن الذي انقضى بين كتابة أسفار العهد القديم وقيام الدعوة المحمدية.

صفحة غير معروفة