انك سترى رجلا آخر، سترى ابن تيميه وهو يتحصن بالواهيات، ويحشو اس حصنه بما يشهد عليه بنفسه انه لا حظ له من الصحه، ولا سبيل الى دفع شبهه الوضع عنه، ثم يقيم عليه كلاما اشد تهافتا، ينقض بعضه بعضا، من حيث يدرى او لا يدرى، لكنها وسيلته الوحيده في مواجهه خصمه.
فاقرا في اول تعريفه للشيعه في ديباجه كتابه، وفى صفحاته الاولى، هذين القولين: الاول : جعله المذهب الشيعى من تاسيس عبدالله بن سبا، وقد ذكر ذلك في غير موضع، فقال في ثانى صفحات ديباجته: اذا كان اصل المذهب من احداث الزنادقه المنافقين الذين عاقبهم في حياته على امير المومنين (رضى الله)، فحرق منهم طائفه بالنار، وطلب قتل بعضهم ففروا من سيفه البتار.
ولكنه ذكر فيما بعد ما ينافى هذا الكلام، فقال في اواخر الجزء الثالث: اما الفتنه فانما ظهرت في الاسلام من الشيعه... فاول فتنه كانت في الاسلام قتل عثمان.
وقال: وسعوا - اى الشيعه - في قتل عثمان، وهو اول الفتن.
فالشيعه اذن موجودون في عهد عثمان، ولهم من العدد والقوه ما مكنهم من قتل الخليفه بناء على هذا الكلام، وهذا لا يتيسر في اعوام قليله وخصوصا في ذلك الزمن، فلا بد ان يكون وجودهم اقدم من هذا بكثير.
ومن المعلوم الثابت ان دعوه ابن سبا انما ظهرت ايام امير المومنين على (ع) كما ذكره اولا، وهذا اول التناقض.
واذا كان ابن سبا قد دعا دعوته الباطله ايام عثمان (رضى الله) فكان الواجب على الخليفه ان يعجل اقامه الحد عليه كما فعل الامام على (ع).
اما كون مقتل عثمان اول الفتن فلا يقوله من له علم بتاريخ الاسلام، الا لهوى او عصبيه، وانما هى فتنه سبقتها فتن.
واما اسباب هذه الفتنه فانما كانت احداث اثارت عليه غضب الصحابه وابنائهم، وعلى هذا اتفقت كلمه اصحاب التاريخ، ومن تلك الاحداث: 1 - تقديمه بنى اميه، واستئثار هولاء باموال المسلمين وحقوقهم استئثارا فاحشا.
صفحة ١٢٥