ابن سينا الفيلسوف: بعد تسعمئة سنة على وفاته

بولس مسعد ت. 1307 هجري
56

ابن سينا الفيلسوف: بعد تسعمئة سنة على وفاته

تصانيف

أن يحسن تسميته، واختيار مرضعته؛ كي لا تكون ذات عاهة؛ فإن اللبن يعدي كما قيل. (2)

أن يبدأ بتأديبه ورياضة أخلاقه قبل أن تهجم عليه الأخلاق اللئيمة، وتنهال عليه الضرائب الخبيثة، وهذا يكون بعد الفطام حالا. (3)

أن يجنبه مقابح الأخلاق صبيا، ويبعد عنه العادات القبيحة؛ وذلك بالترحيب والإناس والتوبيخ والضرب، وخير أن تكون الضربة الأولى غير موجعة؛ لئلا تسيء ظن الصبي بها، ويشتد خوفه من مربيه. (4)

أن يرسله إلى المدرسة عندما يبلغ أشده؛ ليدرس أولا العلوم الدينية ثم القراءة ثم رواية الرجز ثم القصيدة. (5)

أن يكون مؤدب الصبي عاقلا ذا دين، بصيرا برياضة الأخلاق حاذقا بتخريج الصبيان، وقورا رزينا، بعيدا من الخفة والسخف، حلوا، لبيبا، نظيفا، ذا مروءة. (6)

أن يكون مع الصبي في مكتبه صبية من أولاد السراة حسنة آدابهم مرضية عاداتهم؛ فإن الصبي عن الصبي ألقن، وهو عنه آخذ وبه آنس، والمدرسة العمومية أحسن من البيتية؛ لأن فيها مباراة ومباهاة. (7)

أن يعلمه الصناعة التي يكون أهلا لها؛ إذ ليس كل صناعة يرومها الصبي ممكنة له مواتية، لكن ما شاكل طبعه وناسبه. (8)

ألا يعوده الكسل، فبعد أن يحذق صناعته فليتركه يعتاد طلب المعيشة، ويتذوق حلاوة الكسب، وإذا لم يصنع معه كذلك كان وبالا عليه. (6) سياسة الرجل خدمه

لا يجوز لك أيها الغني أن تحتقر خدمك؛ لأنهم مثلك وأعوانك؛ فإن من يكفيك التعاطي بيدك فقد قام عندك مقامها، ومن يكفيك السعي برجلك فقد ناب عنك منابها، ومن يحفظ لك ما تحفظه عينك فقد كفاك كفايتها، فغناء الخدم عنك كثير ونفع القوام إياك جزيل، ولولاهم لأرتج دونك باب من الراحة كبير، فينبغي لك أن تحمد الله على ما سخر لك منهم، وأن تحوطهم ولا تقصيهم، وتتفقدهم ولا تهملهم، وترفق بهم ولا تحرجهم.

لا تتخذ خادما إلا بعد الاختبار له، وإن لم تستطع ذلك فأعمل فيه التقدير والفراسة والحدس، جانب ذوي العاهات كالعوران والعرجان، ولا تثق بذي الكيس الكثير، والدهاء البين؛ فإنه لا يسلم من المكر.

صفحة غير معروفة